الوحدة السابعة : اصنع فرصتك
النص التطبيقي
في الصف
اقرأ القصة الآتية :
رحلة نجاح
لاشك أن معظمنا قد شاهد فلم ( هاري بوتر ) بأجزائه المختلفة ، واستمتع بالخيال القصصي البارع الذي تتمتع به مؤلفة ( هاري بوتر ) ، الكاتبة الروائية الإنجليزية ( جوان كاثلين رولينج ) التي حققت هدفها ، بالرغم من العقبات الكثيرة التي واجهتها ، وانصراف الناشرين عنها ، وامتناعهم عن طباعة روایتها .
إننا هنا نتحدث عن قصة طموح ونجاح تحققت بفضل التحدي والإصرار وعدم الاستسلام لليأس ، ولا تتحدث بالطبع عن محتوى الرواية ، ولا الأفكار التي تطرحها .
رواية ( هاري بوتر ) هي رواية طفل يتيم ورث قدرات غير عادية من والديه ، لكن قبل أن ينجح هو ، نجح مؤلفته ، التي ترددت على أبواب الأدباء والناشرين الذين كانوا يهملون قراءة الرواية والاطلاع عليها ؛ لأنهم لا يريدون أن يجازفوا بسمعتهم من أجل كاتبة مجهولة تدعي الموهبة .
وقد ولدت الكاتبة ( جوان كاثلين رولينج ) في 31 يوليو 1965 في إنجلترا ، وكانت ( جو ) التي يناديها أهلها بذلك ، تحب سرد الحكایات كما كانت تحب الأرانب بشدة ، حتى ألفت وهي في سن السادسة قصة من وحي خيالها أسمتها " أرنب " لكي تقنع والديها بالسماح لهما- هي أختها- بتربية أرنب في منزلهما ، لكن ذلك لم يحصل .
بعد أن انتقل والدا ( جو ) للعيش في الريف الإنجليزي ، اكتسب أصدقاء كثيرين في المدرسة ، كانت تروي لهم قصصها الخيالية في أوقات الغداء في المدرسة ، وحين بلغت المرحلة الجامعية ، درست اللغة الفرنسية وعملت بوظيفة ( أمينة سر ) ، وكانت تستغل أوقات فراغها في كتابة قصصها ، ولم تمض فترة طويلة حتى كان تأليف القصص قد استولى على تفكيرها وشغل وقتها .
في سن السادسة والعشرين ، رحلت إلى مدينة بورتو في البرتغال لتعمل في تدريس اللغة الإنجليزية ، وقد سمحت لها هذه الوظيفة أيضا بأوقات فراغ أطول قربتها من هدفها وهو إنهاء الجزء الأول من رواية ( هاري بوتر ) .
أما كيف جاءتها فكرة الطفل الصغير الذي أرسلوه إلى مدرسة لتعلم السحر ، وما مر به هذا الطفل خلال سنوات تعلمه - قصة ( هاري بوتر ) التي جلبت لها النجاح والشهرة - فتخبرنا جوان أنها هبطت عليها من السماء وهي مسافرة بقطار مزدحم في عام 1990 من مانشستر إلى لندن ، في رحلة تأخرت أربع ساعات ، وفي حين استغل الجالس بجانبها هذه الفترة في النوم ، قضت جوان هذه الساعات في تخيل المدرسة وأجوائها ، وما أن نزلت من القطار حتى كان قد اخترعت أشهر شخصيات المدرسين والعاملين في المدرسة ، وظلت منذ هذا الوقت تكتب مغامرات هاري في عامه الأول ۔
تنصح مؤلفة ( هاري بوتر ) كل من يرغب في النجاح مثلها بالتركيز على العمل ، كما تنصح باستغلال الإمكانات المتاحة لإنجاز الهدف . ففي كثير من الأوقات كانت تستغل فترات نوم ابنتها ، لتجمع أطراف قصتها و تنهيها ، وكانت تطبع نصوص الرواية على آلة كاتبة قديمة ، استعدادا لرحلة البحث عن ناشر يقبل نشرها ، وكان عام 1995 هو العام الذي انتهت فيه من كتابة الجزء الأول .
لقد رفضت اثنتا عشرة دار نشرٍ نشرَ " ( هاري بوتر ) " ، لكن " جوان " لم تكن لتتخلى عن حلمها ، ولذا كم كانت عادها عندما جاء · دار النشر الثالثة عشرة بالموافقة ، أي بعد عام كامل من الرفض والانتظار والترقب ، في مقابل مادي بلغ 1500 جنيه إسترليني فقط .
لكن المؤلم هو أن دار النشر خاف من وضع اسم الكاتبة على الغلاف خوفا من عزوف الجمهور عن شراء الرواية ، ولذا طلبت منها استعمال الأحرف الأولى من اسمها ، و الطريف أن العامل الكبير في موافقة دار النشر " بلومسبري " على النشر هو ابنة مدير الدار ، ذات الثماني سنوات ، التي أعجب بالرواية بعدما طلب منها والدها إبداء رأيها في الفصل الأول ، فجاءته بعدها تدق الباب مطالبة ببقية الفصول والأجزاء.
لم تحظ الرواية ببداية سهلة في مكتبات إنجلترا ، وفي أول حفل لقراءة " جوان " كتابها بنفسها ، حضر أربعة أشخاص فقط ليسمعوها تقرأ ، وقد تعاطف موظفو المكتبة معها ووقفوا ليسمعوا الرواية .
بعدها بشهور بيعت حقوق نشر الرواية داخل الولايات المتحدة بمقابل مالی سخي بلغ 105 آلاف دولار أمريكي ، سمح لها بأن تستقيل من وظيفتها وتركز على إكمال قصص السنوات التالية للصغير " بوتر " بينما يجتاز صفوفه الدراسية .
في يونيو 1997 ، طبعت دور الشر ألف نسخة من الجزء الأول ، أرسلت نصفها إلى المكتبات ، و بعد خمسة أشهر فاز هذا الجزء بأول جائزة له ، وبعدها بأشهر ثلاثة جاءت الجائزة الثانية ثم الثالثة ، وشهد شهر يوليو من عام 1998 طباعة الجزء الثاني من القصة .
واليوم تقدر القيمة المالية للعلامة التجارية " ( هاري بوتر ) " بأكثر من 15 مليار دولار ، وقد ترجمت هذه القصة سباعية الأجزاء إلى خمس وستين لغة في العالم ، وبيع منها ما يربو عن 400 مليون نسخة .