كتاب التاريخ الطبيعي لطائر الحبارى الآسيوي اللغة العربية للصف الثاني عشر
سرعان ما أصبحت الحبارى ضحية تلقائية لهذه التغيرات، مطاردة بشغف عدد متزايد من الصقارى الذين أصبحوا الآن قادرين على استخدام اليات متطورة للصيد وقادرين على الانتقال عبر الحدود إلى مختلف الأماكن
والبلدان. وأصبحت التقارير الني تشير إلى انخفاض حاد في أعداد الحبارى في جميع مناطق انتشارها مقنعة على نحو متزايد. وتراجعت شيئا فشيئا موجات الحبارى التي تقضي الشتاء في الجزيرة العربية حتى اختفت تقريبا اليوم
تم التنبه إلى التغيرات في أعداد الحبارى التي تزور دولة الإمارات العربية المتحدة منذ وقت مبكر في ستينيات القرن العشرين فقد أدرك المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان القائد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة ضرورة اتخاذ إجراءات فعالة للحفاظ على تقاليد الصيد بالصقور والحبارى في نفس الوقت، باعتبارهما جزءا هاما من التراث الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة وبناء على توجيهاته، تمت المحاولات التدريبية الأولى لإنتاج الحبارى في الأسر في حديقة الحيوان بمدينة العين. مما أدى إلى تفقيس أول فرخ حبارى في الاسر في عام 1982 م. وبعد عقد من الزمان، وبناء على توجيهات الشيخ زايد رحمه الله قام معالي محمد البواردي بالإشراف على إنشاء المركز الوطني لبحوث الطيور، الذي هو جزء من الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى برسالة شاملة هي منع انقراض أنواع الطيور الهامة، وخاصة الصقور والحبارى» والتوفيق بين تقاليد الصيد بالصقور والاستخدام المستدام لهذه الموارد الطبيعية الثمينة
من الوضح أن طائر الحبارى، بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحده سيبقى مركز اهتمام لا يدانيه أي نوع آخر من الأنواع البرية، ولا يزال المجتمع العربي يقدر بدرحة عالية المهارات العالية للصقارى وعشاق الصيد بالصقور.
لقد أدت عدة قرون من الصيد بالصقور في الجزيره العربية إلى تكوين قاعدة معرفية صلة لدى الصقارين العرب حول الحبارى طريدتهم المفضلة. بتتبع آثار الأقدام ثلاثية الأصابع هي الرمال. تراكم لدى أجيال من الصقارين فهم ثاقب بإيكولوجية الحبارى في الجزيرة العربية، فأصبح بإمكانهم الرد على مختلف الأسئلة المتعلقة بوقت وصول طائر الحبارى في الجزيرة العربية ومدة إقامته، ورحلة عودته، وعاداته المفضلة بما في ذلك النباتات المفضلة له، وغير ذلك مما كان معروفا لدى الصقارين المتحمسين والنواقين للمغامرة. ولكن، عندما يحل الربيع ويحين الوقت
لمغادرة الحبارى للجزيرة العربية، حينها يستعد الصقارون لوداع الحبارى وأسئلة كثيرة تدور في أذهانهم، مثل:
- أين تذهب هذه الطيور ؟
لم يترك تحليل جينات جميع أنواع الحبارى شكا في أنها جميعا من أصل أفريقي، ولا تزال أفريقيا تضم 21 من أصل 25 نوعا من أنواع الحبارى المعروفة. ويعتقد أن الحبارى انبثقت من مركزين رئيسين في أفريقيا، الأول في
المنطقة التي تضم القرن الأمفيقي ونهر النيل فوق بحيرة فيكتوريا، والثاني إلى الجنوب من نهر الزامبيزي.
يعتقد أي أسلاف الحبارى الحديثة مرت بفترات مي التوسع والانكماش في نطاق انتشارها خلال العصور الجيولوجية الحديثة فقد تأرجح المناخ طوال العصر الرباعي بيي البارد والحار، وفي أوقات معينة توفرت نطاقات جديدة ملائمة للحبارى إلى الشمال في نطاق أسلافها السابقين، وفي أوقات أخرى تقلصت المساحة المتاحة لهذه الأنواع بشكل حاد. ومن المرجح أن تكون التقلبات المناخية من هذا القبيل قد أدت إلى عمليات انقراض محلية دورية وعمليات إعادة استيطان ساهم في نهاية المطاف في التمايز الوراثي والتوزيع الجغرافي الحالي للحبارى وتشير حفريات العصر الحديث في ايبيريا وعصر الميوسين من بارفاريا (قبل 2، S مليون - 20 مليون سنة ماضية) إلى وحود أسلاف الحبارى المعروفة باسم الحبارى القديمة (pre-Chlamydoti) إلى الشمال فى نطاق الانتشار
تشير الساعة الجزيئية للحبارى إلى انفصال بين الحبارى الأفريقية والحبارى الاسيوية خلال العصر الجليدي، حوالي 0.8 - I.S مليون سنة ماضية وتشير إلى أن وادي نهر النيل كان مهد المجمع الكامل للحبارى وقد عاش
كل نوع بمعزل عن الآخر خلال فترات تتابع جليدية وبين جليدية أدت الى تعديل جذري في الظروف البيئية في غرب آسسا وشمال أفريقيا. ويبدو أن نطاقي الانتشار عاودا الاتحاد مع بعضهما في وقت لاحق، إلا أن
الاختلاف في طريقة أداء عروض المغازلة التي تطورت بصورة منفصلة أدى إلى تعرزز الفصل بين النوعين في كلا المنطقتين اللذين تواجدا فيها معا، على صفتي نهر النيل في مصر.
يغلب الظن على أن تكون التغيرات المناخية قد تحكمت في كل من عملية الفصل بين النوعين والامتداد الأخير للحبارى إلى آسيا. في النموذج الاسيوي، حدث اللامتداد الرئيسي قبل حوالي 35 ألف سنة ماضية خلال
فترة دافئة نسبيا من عصر البليستوسين المتأخر. وفي وقت لاحق، هي ذروه العصور الجليدية الاخيره، قبل 21 ألف سنة، نإن الجبهة الباردة التي يبدو أنها حدث من توسع الحبارى إلى الشمال ففي الوقت الحاضر، كانت على بعد عدة مئات من الكيلومترات إلى الجنوب في هذا الوقت كانت أسيا الوسطى مغطاه بالجليد إلى حد كبير وكانت ملامح شبه الجزيرة العربية مختلفة جدا عما يراه اليوم معظم مناطق شبه الجزيره العربية. باسنثناء المناطق الشمالية، لم توفر ظروفا مناخية حيوية تتوافق مع الاحتياجات البيولوجية للحبارى. وشهدت هذه الفترة انخفاض مستوى سطح البحر بحوالي 120 مترا من المستوى الحالي مع خليج جاف، حيث يصب نهرا دجلة والفرات في خليج عمان ونتيجة لذلك تقلص النطاق الأمثل للحبارى إلى أدنى حد ممكن كما شوهد فصل واضح في شمال أفريقيا ومناطق أسيا التي تهطل فيها أمطار سنوية منافسة وتتوافق موائلها مع متطلبات الحبارى، الأمر الذي ربما عزز من عملية الانفصال
في وقت لاحق، هي عصر الهولوسين الأوسط، 6 - IO آلاف سنة ماضية. مرت في مختلف أنحاء الجزيرة العربية مرحلة إطماء أدت إلى تثبيت الكثبان بالغطاء النباتي» موفرة الموائل الجيدة لازدهار الحبارى وحياتها على مدار السنة وبالعودة إلى الجفاف، ومن ثم إلى الجفاف الشديد عدد حوالي ثلائة آلاف سنة ماضية، فقد توفرت نطاقات إحيائية مناسبة جديده إلى الشمال مثل الأراصي العشبية والسهول في جهة، وذلك، من جهة أخرى. فقد قلت بشكل كبير مساحة المناطق الجغرافية التي تتوفر فيها نطاقات إحيائية ملائمة للحبارى المقيمة في الجزيرة العربية ولذلك، يعتقد أن الحبارى الاسيوية لجأت إلى الهجرة تحت ضغط عمليات طويلة من التغير
المناخي وتغير الموائل أسفرت هذه العملية أيضا عن أشكال مختلفة من الحبارى الآسيوية وعن مرونة إيكولوجية كبيرة تتراوح من مجموعات حافظت على الاستقرار، إلى أخرى متنقلة حسب الظروف الوهنية، وصولا إلـى
مهاجرات حقيقية تقوم برحلات قصيرة أو طويلة
المركز الوطني لبحوث الطيور
تأسس المركز الوطني لبحوث الطيور في عام 1989م بمنطقة سويحان (إمارة أبو ظبي) بموجب قانون أصدره صاحب السمو الشيم خليفة بن زايد آل نهيان ، حفظه الله، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة (بصفته نائبا لحاكم إمارة أبو ظبي في ذلك الوقت). وتتلخص مهام المركز الأساسية في الحفاظ على الحبارى والسعي نحو التوفيق بين تقاليد الصيد بالصقور والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية. وعلى مر السنين، بذل المركز جهودا كبيرة في تطوير تقنيات حديثة للمساعدة على إنتاج الحبارى في الأسر في ظل الظروف البيئية غير الملائمة لتكاثر هذا النوع في المنطقة. واستطاع بمرور الوقت مراكمة خبرات هامة في إداره الحياة البربة بصورة عامة، وفي المجالات المتعلقة بالحفاظ على الحبارى على وجه الخصوص.