شرح قصيدة الى امتي لغة عربية حادي عشر الفصل الدراسي الثالث , إلى أمتي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم .
سبب نشر القصيدة
نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في 11مايو 2016، قصيدة «إلى أمتي»، بمناسبة انعقاد منتدى الإعلام العربي، واختار سموه هذا التجمع العالمي الأكبر للإعلاميين العرب، الذي تحتضنه دبي، لتقديم رسائل عديدة تضمنتها القصيدة الشعرية،و التي جاءت في 27 بيتاً، حرّك فيها نبض الأمة، في تدفق وجدانيّ حميم.
المعنى الإجمالي للقصيدة
جاءت البداية مترعة بالوجد، أعادت البهاء العربي، ورونق حضارتنا الزاهية، فأمتنا هي الأمة التي خضعت لها الأعناق على مرّ التاريخ، يصف بواقعية بديعة حالها الآن، حيث الآفاق مطبقة في جِلّق وبابل، وقد اختار الاسمين عن عمد ؛ لما لهما من عراقة الماضي ، فهو يستدعي التاريخ ويتساءل كيف آل الأمر إلى ذلك، يكتب من محبرته، وينثر أجنحة العُلا، مبهوراً بهوى القريض الأبيَّةٌ، يولد من حرفه إنسانٌ عربي عملاق، صانع جديد للتاريخ والأمجاد، مُشرقُ الصَّحائف، يقدم فيه الخليج اليوم روحاً جديدة للأمة، فهو ملاذها، ومنه تعود قوتها.
شرح قصيدة الى امتي
كَفْكِفْ دُموعَـكَ أَيُّها المُشتـــاقُ فِلكُِّل وَجْدٍ لَوْ عَلِمْتَ مَــــــذاقُ
وَلأنتَ مَفْتـــونٌ بِعِشْقِكَ أُمَّـــةً خَضَعَتْ لِعِزَّةِ مَجْدِها الأَعْناقُ
أَوّاهُ مـــا هذا الّـــذي في أُمّتي قَدْ حَـــلَّ حتّى اسْوَدَّتِ الآفاقُ
يبكي الشاعر على حال الأمة، وما آلت إليه، ويبوح بعشقه لها، فهي الأمة التي خضعت لها الأعناق على مر التاريخ ، ويُرثى لحالها اليوم، ويتساءل ماذا حل بها، وعبر توظيفات تاريخية متقنة، وبلغة شعرية مباشرة، يرسم صورة المشهد، فتلك (جلق) في أسمالها خرائب ومحاقُ، وفي ذلك إحالة لما يقع اليوم في سوريا من حرب وتدمير، وصراع أتى على الأخضر واليابس، وتلك نخلات بابل وحدائقها الشامخة غاب سحرها، فلم يعد العراق هو العراق. فالأرض دامية، وأنّى التفت فثمة اغتيالات ودم يراق ونكبة وشقاق وصراع...
منْ أرضنا ومن الخليج وأهـــله حيـــث البطولة منهج ووثاق
لولا الخليجِ لضاعَ منْ أقطارنا اليمَنُ الشَّقيقُ ونالَهُ الإحراقُ
كُنَّا لـــــــهُ لمَّـــا دعانا شَعبـــهُ دعوىَ الغريقِ كتائباً تنســاقُ
لولا بطــولةُ جيشنا وشبابنا لقضى وعاثَ بربعهِ السُّــــراقُ
من أرضنا العربية ومن أرض الخليج وأهله، حيث البطولة منهج ووثاق، تبزغ شمس تُعيد رونقنا الحضاري، فلولا الخليج لضاع من أقطارنا اليمن، وفي ذلك استدعاء لعاصفة الحزم وإعادة الأمل، التي أنقذت اليمن الشقيق، حيث كان الخليج جاهزاً لنداء الأشقاء، وقدم أبناءه كتائب تنساق، زادها البطولة والإقدام، فردوا قطاع الطرق ومَنْ عاثوا في الأرض فساداً.
دولُ الخليــــجِ هيَ المــلاذُ لأمَّــةٍ غــــرَّاءَ ليسَ لعِزَّها إمــلاقُ
ومنَ الخليجِ تعــــودُ قوّةُ أمّــتي ولها بركبِ الفائزينَ لحاقُ
ولمنْ يظنُّونَ الحيـــاةَ بسيطـــةً إنَّ الحياةَ إذا وعيتَ سبـاقُ
لا الانتظارُ بها يفيدُ ولا الرَّجا بلْ هِمَّــــةٌ تَيَّارُها دَفَّـــــاقُ
واللهُ قالَ قُلِ اعملوا بكتابـــهِ وبالاجتهادِ تُحَصَّلُ الأرزاقُ
يعيد سموّه العزائم دفاقة في عطائها، فثمة روح جديدة تحيي الهمم، تَطلع شمسها بازغة من الخليج، رسالة يقدمها إلى من يظنون أن الحياة بسيطة وسهلة، فالحياة سباق على درب الإنجاز، وكما ورد في المنزل من الذكر الحكيم، هي عمل، وتلك القوة هي الروح الجديدة الدافعة التي ستنهض بهذه الأمة، فالخليج هو ملاذ الأمة، وقنطرتها إلى عز ليس له إملاق، بنهجها الريادي تعود قوة هذه الأمة، ركباً للفائزين، وحيث السباق لا يقبل المنتظرين، ولا أصحاب الأماني والأباطيل، بل الهمة العالية هي محك التميز.
تحميل الشرح