كتاب نهج زايد الأخلاقي الاجتماعيات للصف الحادي عشر الفصل الأول 2021-2022
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله.
الشيخ زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى إل نهيان الفلاحي -رحمه الله- شخصية تاريخية، صانع مجد الإمارات، الشريك المؤسس مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم -رحمه الله- في بناء دولة الاتحاد، رجل البيئة، ترعرع في بيئة صحراوية أكسبته الكثير، حتى أصبح ليس مجرد زعيم نتغنى بأمجاده وإنجازاته، بل دنيا من الحب، فهو الأب الحاني والقائد المؤسس وحكيم العرب ورجل البيئة، زايد هو الرجل الذي وضع يديه المعطاءة في الأرض اليابسة. فجعل دولة الإمارات جنة سندسية اللون نتباهى بها أمام العالم، لقد بنى الإنسان وقدم له كل ما يصبو إليه فحق علينا جميعا تقديره واحترامه والاعتزاز بشخصيته وإنجازاته.
• ولد الشيخ زايد بن سلطان -رحمه الله- عام 1918م في قصر الحصن بإمارة أبوظبي، ونشأ نشأة بدوية أصيلة في كنف قبيلة أل بوفلاح، وينتمي -رحمه الله- إلى أسرة آل نهيان أحد فروع قبيلة بني ياس- التي أرست دعائم الحكم في إمارة أبوظبي منذ أواخر القرن الثامن عشر، وقد سمي على اسم جده زايد بن خليفة -رحمه الله- الملقب (زايد الكبير) إجلالا وتقديزرا له وتعلم الشيخ زايد -رحمه الله- على يد المطاوعة، وسعى مند طفولته وشبابه إلى توسيع معارفه عن طريق تعليم نفسه بنفسه؛ فدرس القرآن الكريم، وتعرف سيرة الرسول، التي أترت في حياته وتركث بصماتها العميقة على طبيعة تفكيره وأنماط سلوكه وتلقى -رحمه الله- تعليمه بصورة منتظمة لفترة عامين حين كان عمره في السابعة والثامنة.
• والدته الشيخة سلامة بنت بطي بن خادم آل حامد بن نهيان القبيسي -رحمها الله- التي عملت على تنشئته، إلى جانب إخوته، على الفكر الصادق ومكارم الأخلاق، وغرس مبدأ الصلح على أنه سيد الأحكام، وأن القوة في الوفاق والاتفاق.
• كان الشيخ زايد بن سلطان -رحمه الله- يحضر مجالس الكبار؛ ليستمع إلى ما يعرفونه عن سير الآباء والأجداد وبطولاتهم.
• كان الشعر والأدب يشكلان جزءا من ثقافته، حيث أنشأ مجالس للشعراء وخصص لهم الجوائز، وحفز الشباب على تذوق التراث الأدبي، واتسمت شخصيته رحمه الله- بقدرات إبداعية وفنية وأدبية.
• ركز الشيخ زايد بن سلطان -رحمه الله - على العناية بالتراث والحفاظ على الموروث الإماراتي.
• اكتسب الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله- القيم الأصيلة في بيئته البدوية التي رسخت فيه البساطة والمودة والصفات الإنسانية، وكان -رحمه الله- يتحين الفرصة ليذهب إلى المناطق البعيدة، ويعيش بين أبناء القبائل في الصحراء، مستلهما منها الروح الصافية وقيم الإيمان والتعاطف والتعاون، مما جعله دائما قريبا من أبناء مجتمعه، ومعرفة طموحاتهم وأحلامهم، فهو لم يتخل يوما عن لقاء الناس والاستماع إليهم، وتقديم كل العون والمساعدة لهم
• كان للبيئة الاثر الاكبر على شخصيته، فقد اتجه باهتمامه منذ سن مبكرة إلى تعلم رياضات مرتبطة بهذه البيئة، فمارس رياضة الصيد بالصقور وركوب الخيل العربية والهجن، فاكتسب القوة والفروسية والبطولة، واتقن الرماية التي علمته الدقة والثقة، والتمكن من تحقيق الهدف، إضافة إلى اهتمامه بالرياضات التراثية، كرياضة التجديف والألعاب الشعبية.
• كان الاتحاد حلما يراود الشيخ زايد بن سلطان -رحمه الله- واخوانه المؤسسين لصرح الاتحاد، وأبناء شعبه الأوفياء، وبحكم ممارسته القيادية الناجحة، أيقن بأن مستقبل الإمارات في اتحادها، وقد سعى جاهدا بحكمته البالغة إلى تحقيق هذا الحلم الكبير سنة 1971، واستطاعت الدولة بقياديه الحكيمة تحقيق الكثير من الإنجازات لمواطنيها فأصبحت تتمتع بمكانة مرموقة عربيا وعالميا.
مسيرة الحكم في فترة صعبة
تمت تسمية الشيخ زايد -رحمه الله- حاكما للعين، وممثلا للحاكم في المنطقة الشرقية عام 1946، وهذا يعني أنه كان في ريعان شبابه، ولم يتجاوز غمره الثمانية والعشرين عاما، واستمر ذلك حتى عام 1966م حين تولى حكم إمارة أبوظبي. ولعل هذه الولاية التي امتدت عشرين عاما حي التي أكسبته حنكة سياسية غير مسبوقة؛ نظرا لأن صعوبة الحكم والإدارة والقيادة كانت في العين أكثر منها في مدينة أبوظبي، حيث كان يعيش الحاكم الشيخ شخبوط بن سلطان أل نهيان في قلعة الحصن، وحوله عدد قليل من أهالي أبوظبي، مع هدوء مياه الخليج العري أمامه، وهذا ما يعكس المعادلة مع إدارة الحكم في العين لكثرة القبائل فيها وما حولها، إلى جانب ضرورة توفير الخدمات البلدية الضرورية المختلفة وتطوير الزراعة ومصادر المياه للري والسقاية، والتخطيط لنشر التعليم، كل ذلك مع قلة المورد المالي اللازم لمواجهة هذه المتطلبات، مع ملاحظة أن النفط بدأ تصديره عام 1962م من قبل شركات الإنتاج الأجنبية، مع تخصيص نسبة بسيطة من الأرباح، وكانت الأمور والمشاكل تستوجب التصرف بنهج أخلاق واضج ودقيقي لمواجهة هذا الحجم.
كانت القبائل العديدة تنتشر حول مدينة العين، وفي عمق الصحراء، وهذا يتطلب من كل كيان قبلي أن تكون له مساحة من الأرض يستقل بها لسكنى أبناء القبيلة، إلى جانب توفير مساحات لرعي قطعان مواشيهم، وهذا ما تطلب من الشيخ زايد -رحمه الله- كمسؤول عن أبناء شعبه يلتقي بهم كل يوم في مجلسه، أو في أماكن إقامتهم أن يحل مشاكلهم من منطلقي أخلاقي، ولكي يتيح لهم العيش بحرية في البناء والتحرك والانتقال والرعي، وتوفير النقل ووسائل الخدمة وحاجاتهم المعيشية وغيرها دون أن تكون هناك تداخلات مع من جاورهم من القبائل أو التجمعات البشرية الأخرى.
وضع الشيخ زايد رجمه الله- خطة لترتيب الحدود بين القبائل، وهي ما يسمى في المصطلح السياسي الحالي (ترسيم الحدود)، وشاور فيها الكبار من أبناء القبائل وذوي المعرفة والإدراك بمضمون هذه الخطة،
ولارتباا بعضن القبائل بمن يجاورها على حدود مدينة العين، رأى الشيخ زايد -رحمه الله- ببعد نظره ضرورة مخاطبة الجوار والتواصل معهم بطرائق مناسبة. وبأسلوبه الذي يؤكد نهجه الأخلاقي بعث رسالة في خمسينات القري الماضي إلى حاكم مشيخة الشارقة حول ترسيم الحدود، قال فيها: «إلى حضرة الأخ العزيز الأكرم الشيخ صقر بن سلطان القاسمي سلمه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: كتابك الشريف وصلنا، وتلقيناه بسرور، وبخصوص ما ذكرته لنا من جهة الحدود والديار فإنها واحدة، وليس بيننا وبينكم تجاوز، اعلم -سلمك الله- بأننا وإياك مثل ما تحب، إخوان، وتكلمنا العام الماضي
عام الاستعداد للخمسين
أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي - رعاه الله- وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة
حفظه الله، أن عام ٢٠٢٠ سيحمل شعار «عام الاستعداد وسيشهد عام ٢٠٢٠ م انطلاق أكبر إستراتيجية عمل وطنية من نوعها للاستعداد لرحلة تنموية رائدة للسنوات الخمسين المقبلة في كافة القطاعات الحيوية، والتجهيز أيضا للاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة عام ٢٠٢١ م، على أن تشارك كافة فئات المجتمع الإماراتي من مواطنين ومقيمين وقطاع عام وخاص في صياغة الحياة في دولة الإمارات للخمسين عاما المقبلة في مجالات الاقتصاد، والتعليم، والبنية التحتية والتكنولوجيا، والصحة، والإعـلام وغيرها.
ولتنفيذ هذا الهدف، وجهت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بتشكيل لجنتين إحداهما لوضع الخطة التنموية الشاملة للخمسين عاما المقبلة، والأخرى للإشراف على فعاليات الاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات بحيث تكون هذه الاحتفالات استثنائية، وتؤرخ لهذه المرحلة التاريخية من عمر الدولة .
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في سلسلة تغريدات أطلقها تحت هاشتاغ عام الاستعداد للخمسين: "الإخوة والأخوات... تقترب الإمارات من عيدها الخمسين في ٢٠٢١.. نريد ٢٠٢١ أن يكون عام الانطلاقة الكبرى.. نحتفي بخمسين عاما ونطلق مسيرة الخمسين القادمة"، مضيفا سموه: "الاستعداد سيكون السنة القادمة .. العام القادم سيكون عام الإعداد والاستعداد لإحداث قفزة كبيرة في مسيرتنا.. ٢٠٢٠ سيكون عام الاستعداد للخمسين".
وأشار صاحب السمو بالقول: "نعلن اليوم العام القادم عام الاستعداد للخمسين.. نريد تطوير خططنا.. مشاريعنا.. تفكيرنا.. قبل خمسين عاما صمم فريق الآباء المؤسسين حياتنا اليوم.. ونريد العام القـادم تصميم الخمسين عاما القادمة".
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان - حفظه الله: "إن دولة الإمارات تستعد لبلوغ يوبيلها الذهبي، يملؤها الأمل والطموح، لوضع بصمتها الحضارية الخاصة في مسيرة التاريخ