كتاب النصوص اللغة العربية الصف العاشر الفصل الثالث

عرض بكامل الشاشة

البيانات

كتاب النصوص اللغة العربية الصف العاشر الفصل الثالث 

الشعر الجاهلي

الشعر الجاهلي هو الشعر العربي الذي قيل قبل الإسلام، وقد تميز العرب عن سواهم من الأمم الأخرى بصفاء القريحة وملاءمتهم بين بيئتهم وخيالهم وتأملهم، فكانوا أشعر الأمم. فالبادية بيئة الشعر الجاهلي، ولذلك كان الشعر مرآة لهذه الحياة البدوية القاسية الخشنة، يصف الأطلال والديار والانتجاع والظعن والفلاة والحيوان والمعارك وآبار المياه. 

لقد كان الشعر دیوان حگم العرب وعلومهم، وسجل وقائعهم وسيرهم، ومادة حوارهم، يرتجلونه؛ ليعبروا عما يختلج في صدورهم من عواطف وهموم. والشعر الجاهلي شعر غنائي ذاتي يصور نفسية الشاعر وأحاسيسه، سواء أكان يتغزل أم يفخر أم يمدح أم يهجو أم يرثي أم يعاتب أم يعتذر أم يصف. لقد كان الشعر ينشد إنشادا أو يغنى غناء، فالغناء كان أساس تعلم الشعر. 

وتظهر موسیقی الغناء في وزن القصيدة وحرف رویها (قافيتها) الموحد؛ فإن كان حرف الروي (القافية في القصيدة (الباء) تسمى القصيدة (بائية)، وإن كان حرف الروي في القصيدة (الدال) تسمى القصيدة (دالية)، وإن كان حرف الروي في القصيدة (نوتا) تسمى القصيدة (نونية)، كما تظهر الموسيقا في التصريع في مطلع القصيدة، والتصريع هو اتفاق آخر جزء من صدر البيت وآخر جزء من عجزه في الوزن والتقفية، كقول علقمة بن عبدة التميمي

طحابك قلب في الحسان طروب       بعيد الشباب عصر حان مشيب 

وتظهر الموسيقا أيضا في التقطيع الصوتي للأبيات، كقول امرئ القيس في معلقته يصف فرسه:

مگر، مفر، مقبل، مدبر ، معا           كجلمود صخر حطه السيل من عل 

وقد تبوأ الشاعر الجاهلي مكانة مرموقة في عصره فكان لسان قبيلته، كما لعبت الأسواق الموسمية الكبرى دورا مهما في التعريف بالشعراء ونقل أشعارهم بين القبائل الأخرى.

 

الشعر في العصر العباسي

يبدأ العصر العباسي بسقوط الدولة الأموية في الشام سنة 132 ه/ 749 م، وقيام دولة بني العباس في الكوفة (العراق)، وينتهي سیاسيا بسقوط بغداد في يد (هولاكو) التري سنة 656 ها/ 1258 م.

ويعد عصر الدولة العباسية عصر الإسلام الذهبي الذي بلغت فيه الدولة الإسلامية أوج ازدهارها الفكري، فثقلت العلوم الأجنبية، وتنوعت الآداب العربية وتطورت. وخلافا للدولة الأموية التي كانت عربية خالصة متعصبة للعرب لغة وأديا، قاعدتها دمشق على حدود بادية العرب، اصطبغت الدولة العباسية بصبغة فارسية؛ لأن الله هم الذين أبدوها، فجعلت قاعدتها بغداد أقرب الأمصار إلى بلادهم، فتأثر العرب بعادات الفرس وتقاليدهم ولغتهم، وتمازجوا معهم بالتزاوج والتناسل، وأشرك الخلفاء الموالي (المسلمين من غير العرب) في سياسة الدولة من فرس وأتراك وسریان وروم وبربر فضعفت العصبية، وتعددت الفرق، وتكاثر الجواري والغلمان، والتأنق في الطعام واللباس، والتنافس في البناء والتشييد، كل هذا كان له أثر بين في اللغة العربية وآدابها. 

وسمي الشعر العباسي شعرا مولدا لأن أكثر الشعراء كانوا مولدين (من أبوين أحدهما عربي والآخر غير عربي) ولأن الشعر لم يكن عربيا خالصا في معانيه وأسلوبه کما سمي شعرا
خدا لأن الشعراء كانوا مجددا أو متأخرين. تأثر الشعر بالحياة الحضرية الجديدة مبئی و معنی و غرضا روزا، فعلى مستوى المبنى، هجرت الكلمات الغريبة فأصبحت التراكيب واضحة سهلة، وكثر استخدام البديع، ورك الابتداء بذكر الأطلال إلى وصف القصور والرياض والخمور والغزل والإغراق في المدح والهجاء. يقول البحتری واصفا قصر الخليفة المتوكل:

وكان حيطان الزجاج بجوه         لجج يمجن على جنوب سواحل

 

الشعر العربي الحديث

الأدب العربي الحديث هو الأدب الذي ظهر تاريخيا فيما يطلق عليه العصر الحديث، هذا العصر الذي يصعب تحديده حسب الحقب أو الحوادث التاريخية، فالعصر العثماني انتهى في بعض الأقطار العربية بعد الحرب العالمية الأولى عام 1918م، ولم يكن له وجود في أقطار عربية قبل ذلك بقرون. وقد أولى بعض الدارسين أهمية للحملة الفرنسية عام 1798 - 1801 على مصر وبلاد الشام، وهي حملة استعمارية جلبت معها بعض العناصر الثقافية من مثل المطبعة والصحيفة والمرصد والمكتبة والمسرح والعلماء، وهو ما نبه الناس في مصر إلى تخلف الواقع وضرورة الانفتاح على العصر، وبناء جيش قوي، شرع في تأسيسه محمد علي، بعد أن سيطر على الحكم بعد جلاء الحملة الفرنسية. 

ومن أجل بناء جيش قوي أرسل محمد علي البعثات إلى إيطاليا و فرنسا، وكان رفاعة الطهطاوي مرشدا دينيا لطلاب البعثة الرابعة إلى فرنسا، أفاد من هذه الرحلة في ترجمة المعارف المختلفة، وتعرف الفرق بين واقع المصريين وواقع الغربيين. وقد اهتم الخديوي إسماعيل بالحركة العلمية، فأنشأ مدارس للعلوم والهندسة والطب والحرب، واستأنف إرسال البعثات إلى أوروبا، وأسس نظارة المدارس، وعهد إليها أمر التعليم، وأنشأ المكتبة الخديوية، وبنى مدرسة المعلمين، وبسط يد المؤلفين، فنزح إليها الأجانب من أدباء وعلماء، فكان اختلاط هؤلاء بالمصريين سبا في نهوض اللغة والأدب. 

ومهما يكن من أمر فإن الحياة الثقافية والأدبية أفادت على نحو غير مباشر من هذه الحركة العلمية التي صاحبت إنشاء المدارس المختلفة العامة والمتخصصة لخدمة الجيش، فكان أن ظهرت تیارات فكرية وثقافية مختلفة كان أهمها تيار إحياء التراث لمواجهة النماذج الأدبية والفكرية الغربية، وبدا ذلك واضحا في الشعر؛ إذ مال الشعراء إلى إحياء النماذج التراثية في العصرين الأموي والعباسي، وبرز من الشعراء الإحيائيين نخبة في أقطار الوطن العربي على رأسهم محمود سامي البارودي، وضمت هذه النخبة أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وخليل مطران، وإبراهيم اليازجي، والزهاوي، والرصافي في العراق، والأمير عبد القادر الجزائري وأبو مسلم البهلاني في عمان 

وتلا ذلك جيل ظل متعلقا بأهداب الكلاسيكية، ممن سموا بالكلاسيكيين الجدد، من مثل الجواهري، وعمر أبو ريشة، وعزيز أباظة، وإبراهيم طوقان، ومصطفى وهبي التل، وبدوي الجبل، إلى جانب شعراء العصبة الأندلسية، وهم شعراء المهجر الجنوبي. 

وقد بدت ملامح الحركة الرومانتيكية في شعر خليل مطران الذي بدأ يضيق بالتقليد مع أن كثيرا من شعره لا يفارق بناء القصيدة الإحيائية 

وقد نزعت جماعة الديوان المؤلفة من عباس محمود العقاد، وإبراهيم عبد القادر المازني، وعبد الرحمن شكري منزعا (رومنطيقيا) وأعجبت باللون الغنائي الذاتي واللغة العصرية البسيطة، وقد دعت في الديوان» الذي صدر منه جزءان، شارك فيهما العقاد والمازني سنة 1921 إلى الصدق في الإحساس والتعبير، ونقدوا المدرسة الكلاسيكية الجديدة، وخاصة أحمد شوقي، وحافظ ابراهيم نقدا لاذعا. يقول عباس محمود العقاد في تقديمه لديوان عبد القادر المازني: «فمن كان يعيش بفكره ونفسه في غير هذا العصر، فما هو من أبنائه، وليست خواطر نفسه من خواطره

وقد التقت جماعة الديوان مع الرابطة القلمية في مبادئها وفي مفهومها للشعر، وبدا الجانب الرومانتیکي واضحا في خصائص الشعر لديها، على نحو ما ظهر في العلاقة بين العقاد و ميخائيل نعيمة. ومن أعلام الرابطة القلمية: جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، ونسيب عريضة، وإيليا أبو ماضي، وأمين الريحاني، وقد تأسست الرابطة القلمية سنة 1920 واتخذت من نيويورك مقرا لها، فثارت على الصور الشعرية القديمة، واستخدمت صورا رو منطيقية جديدة، ومضامین حديثة، وتأثرت بالطبيعة والحرية 

هیمنت (الرومانتيكية) على الساحة الأدبية في الأقطار العربية خلال الثلاثينات والأربعينات، وقد ظهرت ملامح الحركة (الرومانتيكية) بوضوح شديد في جماعة أبولو» التي أسسها أحمد زكي أبو شادي، وانضم إليها أعلام الرومانتيكية في الوطن العربي من مثل: علي محمود طه، وإبراهيم ناجي، وأبو القاسم الشابي، وأنور العطار. وكانت مجلة أبولو (1932- 1934) قد أحدثت نهضة شعرية على مستوى الشكل والمضمون، وظهرت فيها ملامح التحول في تعدد القوافي، وفي التجديد في المعجم والصورة والإيقاع.
 

 

شارك الملف

آخر الملفات المضافة

أكثر الملفات تحميلا