رواية الشيخ والبحر اللغة العربية للصف العاشر 2021-2022

عرض بكامل الشاشة

البيانات

رواية الشيخ والبحر اللغة العربية للصف العاشر 2021-2022

الفصل الأول

كان شيخا يصيد السمك وحده بمركب شراعي صغير في مجرى الخليج»، وقد أمضى حتى الآن أربعة وثمانين يوما دون الحصول على مكة واحدة، وفي الأيام الأربعين الأولى كان معه صبي. ولكن بعد أربعين يوما بلا صيد سمكة، قال والدا الطبي لابنهما: إن الشيخ قد أصيب بصورة أكيدة ونهائية - بالنحس)، وهو أردأ أنواع سوء الحظ؛ فانتقل الصبي - بناء على أوامرهم - إلى قارب آخر اصطاد ثلاث سمكات جيدة خلال الأسبوع الأول. كان الطبي يشعر بالحزن عندما يرى الشيخ يعود كل يوم ومركبه حال، فكان دائما يسرع ليساعده في حمل الخيوط الملفوفة، أو الخطاف والحربة، أو الشراع المطوي حول التارية، وكان الشراع المرقع بأكياس الطحين، والمطوي، يبدو مثل راية هزيمة دائمة.

كان الشيخ نحيفا أعجف، وله تجاعيد عميقة في قفا رقبته، وعلى خديه بقع بنية هي نوع من سرطان الجلد الذي سببته الشمس من جراء انعكاسها على البحر في تلك المنطقة الاستوائية؛ وانتشرت تلك البقع على جانبي وجهه، وعلى يديه آثار جروح عميقة خلفها جو الأسماك الثقيلة، ورفعها بالحبال، ولكن لم يكن أي من آثار الجروح هذه مما حديث العهد، فقد كانت قديمة قدم التاكلات في صحراء خالية من الأسماك.

كل شيء فيه كان قديما، ما عدا عينيه، فقد كان لونهما لون البحر، فرحتين، ولا أثر للهزيمة فيهما.

قال له الصبي وهما يصعدان الضفة من الموضع الذي رفع إليه المركب: - «سنتياغو، بإمكاني الذهاب مع ميزة أخرى، فقد جنينا بعض النقود». 

كان الشيخ قد علم الصبي اصطياد السمك، وكان الصبي يحبه

قال الشيخ: - «لا، أنت الآن مع قارب محظوظ، ابق معهم». - «ولكن تذكر كيف أمضيت سبعة وثمانين يوما دون أن تصطاد سمكة، ثم اصطدنا سمكات كبيرة كل يوم طوال ثلاثة أسابيع».

كانوا يتحدثون بلطف عن التيار والأعماق التي ألقوا فيها خيوطهم، وعن الجو الرائق المتواصل، وعما رأوه.

وكان الصيادون الذين أصابوا نجاحا ذلك اليوم قد عادوا وشقوا بطون أسماكهم من نوع المرلين، وحملوها منبسطة على لوحين خشبيين، وتحت طرف كل لوح يترنح رجلان في اتجاه دار الشمك، حيث ينتظر الصيادون وصول شاحنة الثلج، لتنقل الأسماك إلى السوق في (هافانا)، أما الذين اصطادوا أسماك القرش فقد أخذوها إلى مصنع سمك القرش الكائن على الجانب الآخر من الخليج حيث تقع بالات خاصة، وتزال أكبادها، وتقطع زعانفها، وتسلخ جلودها، وتقطع لحومها على شكل قديد لتمليحها.

وعندما تكون الريح شرقية تهب على المرفأ رائحة من مصنع سمك القرش؛ أما اليوم فليس هناك سوى رائحة خفيفة؛ لأن الريح تراجعت إلى الشمال ثم همدت، فصار الجو، على الشرفة مشمسا سارا.

قال الصبي: - «سنتياغو»

 

 

الفصل الثاني

لن يسرق أحد شيئا من الشيخ، ومع ذلك فمن الأفضل أخذ الشراع والخيوط الثقيلة إلى المنزل؛ لأن الندي يضر بها. وعلى الرغم من أن الشيخ متأكد تماما أنه لا أحد من الأهالي يسرق شيئا منه، فإنه كان يرى في ترك الخطاف والحربة في القارب إغراءات لا داعي لها.

سارا معا في الطريق إلى كوخ الشيخ، وولجاه من بابه المفتوح، أسند الشيخ السارية وشراعها المطوي إلى الحائط، ووضع الصبي الصندوق وبقية العدة بجانبها، وكان طول السارية بطول الغرفة الوحيدة في الكوخ تقريبا، وكان الكوخ مبنيا من كرب النخيل الملكي الصلب المسمی غوانو ، ويوجد فيه سرير، ومنضدة، وكرسي واحد، ومكان على الأرضية الترابية للطبخ بالفحم، وعلى الجدران البنية اللون التي برزت منها أوراق (الغوانو) الطلب المسطحة المتشابكة، علقت هناك صورتان من مخلفات زوجته، وكانت هنالك – من قبل - صور ملونة لزوجته معلقة على الجدار، ولكنه أنزلها؛ لأن رؤيتها كانت تشعره بوحدة أكبر، فوضعت على الرف

في زاوية الكوخ تحت قميصه النظيف.

سأله الصبي: - «ماذا عندك من طعام»؟ 

- «قدر من الرز الأصفر مع السمك، فهل تريد أن تأكل

- «لا. سآكل في البيت.. أتريدني أن أوقد النار»؟ 

- «لا. سأشعلها فيما بعد.. أو قد آكل الرز باردا» . 

- «أتسمح لي بأخذ شبكة صيد السردين»؟ 

- «طبعا».

لم تكن هناك شبكة صيد السردين، والصبي يذكر أنهما قد باعاها، ولكنهما كررا هذه التمثيلية الخيالية كل يوم، كما لم يكن هناك قدر .. أصفر أو سمك، والصبي يعرف ذلك أيضا.

قال الشيخ: - «خمسة وثمانون رقم يجلب الحظ، كيف تشعر إذا رأيتني وأنا أجلب في ذلك القارب سمكة يزيد وزنها على ألف رطل»؟ 

- «سآخذ شبكة صيد السردين، وأذهب لجلب السردين...

رجاء اجلس في الشمس عند المدخل».

 

- «نعم، لدي جريدة الأمس، وسأقرأ أخبار (البيسبول)». ولم يعرف الضبي ما إذا كانت قصة جريدة الأمس خيالية كذلك، ولكن الشيخ أخرج الجريدة من تحت فراشه، وقال شارحا:

- «أعطاني إياها (بريكو) في مقهى (البوديغا». 

- «سأعود عندما أحصل على السردين، وسأحفظ حصتي وحصتك سوية في الثلج، ونستطيع اقتسامهما في الصباح، وعندما أعود، يمكنك أن تخبرني عن البيسبول)». 

- «فريق (اليانكيين) لا يمكنه أن يخسر». 

- «ولكني أخشی فریق (هنود كليفلاند)». 

- «لتكن لديك الثقة في فريق (اليانكيين)، يا ولدي»! 

- «إنني أخشی كلا من فريق (نمور دیترویت) وفريق هنود كليفلاند)». 

- «احترسن، وإلا ستخاف حتى من فريق (حمر سنسناتي)، وفريق (جوارب شيكاغو البيضاء)».

- «اقرأ الجريدة جيدا، وأخبرني عندما أعود». 

- «أتظن أننا ينبغي أن نشتري بطاقة يانصيب تحمل الرقم

قال الصبي: - «سأذهب الآن للحصول على السردين»..

وعندما عاد الصبي، كان الشيخ نائما في الكرسي، والشمش قد غربت، أخذ الصبي بطانية الجيش القديمة من السرير ، ونشرها فوق ظهر الكرسي وعلى كتفي الشيخ، فقد كانتا كتفين غريبتين، ما زالتا قويتين على الرغم من الشيخوخة ومازالت الرقبة قوية كذلك، ولم تظهر عليها كثير من التجاعيد عندما كان الشيخ نائما ورأسه متدليا إلى الأمام، وكان قميصه قد قع عدة مرات فأمسى مثل الشراع، وبهتت ألوان الوقع فصارت لها عدة ألوان مختلفة في ضوء الشمس، ومع ذلك، فقد كان رأس الشيخ هرما جدا، وعندما كانت عيناه مغمضتين، بدا وجهه بلا حياة، واستقرت الجريدة على ركبتيه، وكان يقل ذراعه يحبسها هناك رغم نسيم المساء، وكانت قدماه حافيتين.

ترك الصبي الشيخ هناك، وعندما عاد كان مازال نائما. قال الصبي وهو يضع يده على إحدى ركبتي الشيخ: - «استيقظ، أيها الشيخ».

 

أسئلة الفصل الأول

1. ما الذي يوحي به قول الكاتب في وصف الشراع: وكان الشراع المرقع بأكياس الطحين، والمطوي، يبدو مثل راية هزيمة دائمة». 

2. قدم الكاتب وصفا للشيخ في الصفحات (15-16)، اقرأ هذا الوصف ثم تناقش مع ملائك في الاستنتاجات التي قد يستنتجها القارئ من هذا الوصف عن حياة الشيخ وصفاته. 

3. «ولكن لم يكن أي من آثار الجروح هذه لها».  ما الذي تستنتجه من هذه العبارة؟ وماذا تسمي هذا النوع من التعبير في علم البلاغة؟ 

4. كيف تصف العلاقة بين (سانتياغو ) و بين الصبي؟ استخرج من النص ما يدل على ما تقول. 

5. كان الشيخ محظوظا جدا في الصيد قبل هذه الرحلة، استخرج من النص ما يشير إلى ذلك.
 

 




 

 

شارك الملف

آخر الملفات المضافة

أكثر الملفات تحميلا