حل درس حديث الإفك سورة النور إسلامية ثاني عشر فصل أول:يتضمن هذا الملف توضيحاً وشرحاً وافياً لمعاني الآيات في سورة النور مستنتجين الآثار السلبية للشائعات على الفرد والمجتمع. حل درس سورة النور حديث الإفك إسلامية ثاني عشر فصل أول: بإمكانكم تحميل هذا الملف على شكل بي دي أف جاهز للتشغيل على أي جهاز لوحي أو الكتروني أو كمبيوتر كما يمكنكم تصفح الملف فقط من خلال هذه الصفحة من الموقع مباشرة.
الدرس الأول حديث الإفك - عظة وعبرة - سورة النور (11-26):
أبادر لأتعلم : كان رسول الله (ص) إذا سافر اصطحب معه إحدى زوجاتهم ، ولم يكن (ص) يختار من ترافقه في سفره ، حرصاً على مشاعرهن ، وإنما كان يجري القرعة بينهن ، وفي غزوة بني المصطلق ، كانت معه السيده عائشه ( ر) : تقول (ر) آذن (ص) ليلة بالرحيل . فقمت . فمشيت حتى جاوزت الجيش . فلما قضيت من شأني أقبلت إلى الرحل . فلمس صدري فإذا عقدي من جزع ظفار قد انقطع ، فرجع فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه . وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي ، فاحتملوا هودجي ، فرحلوه على بعيري وهم يحسبون أني فيه ، ووجدت عقدي ، ورجعت إلى المعسكر وما فيه داع ولا مجيب ، فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني ، وعرفت أني لو افتقدت لرجع الناس إلي ، فوالله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي وكان قد تخلف لبعض حاجته ، فلما رآني قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ظعينة رسول الله ؟ ثم قرب إلي البعير فقال : ارگبي ، واستأخر عني ، فركبت وأخذ برأس البعير منطلقاً يطلب الناس " .
استقصي: أسباب انتشار الشائعات سريعاً .
وجود وسائل التواصل الاجتماعي ، سرعة نقل الخبر دون تثبت
أناقش: هل نتائج القرعة ملزمة للمقترعين ؟ ماهي صور إجراء القرعة ؟
ملزمة ، كتابة الأسماء في مطويات و اختيار أحدها عشوائياً
أستخدم مهاراتي لأتعلم:
أتلو وأحفظ: سورة النور (11-20) قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) }
أتعرف تفسير المفردات القرآنية : بالإفك: أشد الكذب - عصبة: جماعة - لمسكم: أصابكم - أفضتم: تكلمتم بكثرة - تلقونه:يأخذه بعضكم عن بعض .
يخرج الخير من ثنايا الشر من درس سورة النور :
بعد أن بينت الآيات الكريمة فيما سبق أن اتهام النساء العفيفات بالزنا جريمة عظيمة عقابها أليم في الدنيا والآخرة ، ذكرت هنا قصة الإفك والبهتان في حق أم المؤمنين (ر) ، فقد استغل عبدالله بن سلول تأخر السيدة عائشة (ر) عن الجيش وإحضار صفوان بن المعطل لها ، وبدأ بنشر الكذب والطعن في أم المؤمنين حقداً على رسول الله (ص) . وانتشرت فريته في المدينة وسبب الأذى لرسول الله (ص) وزوجه (ر) ، وتناقل أناس من المجتمع كلام ابن سلول ، واستزلهم الشيطان فخاضوا بأعظم فرية وأقبح اتهام للسيدة عائشة ( ر ) زوج خیر البشر محمد ( ص) وابنة أفضل الرجال بعد الأنبياء أبي بكر الصديق ( ر) ، وقد أكدت الآيات الكريمة أن من تحدث في عائشة ( ر ) هم شرذمة متعصبة ، لا يعبأ بقولهم في مقابل تزكية جميع الأمة لها . وتوعد الله هذه الشرذمة بأن لهم من الإثم بمقدار ذنبهم ، وأن الذي تولى اختلاق هذا الإفك و إشاعته ، وهو ابن سلول ، له عذاب عظيم في الآخرة وهو عذاب الدرك الأسفل من النار . كما بين الله تعالى أن هذه الحادثة وإن كانت في ظاهرها شر و بلاء إلا أنها تنطوي على خير کثير .
برأ الله عز وجل أم المؤمنين ( ر ) بوحي من السماء ، فقد كان رسول الله (ص) في بيت أبي بكر ( ر ) ، فتغشاه الوحي ، ثم سري عنه فجلس ، وجعل يمسح العرق عن وجهه ويقول : « أبشري يا عائشة ، قد أنزل الله سبحانه وتعالى براءتك » . ثم خرج إلى الناس فخطبهم وتلا عليهم الآيات .
أتلو وأحفظ: سورة النور (21-26) قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26) .
أفهم دلالة الآيات مادة التربية الإسلامية للصف الثاني عشر:
الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر : بعد أن ذكرت الآیات قصة الإفك وما تضمنه من عدم إحسان الظن بالمؤمنين ، وتناقل كلام الإفك ومحبة شيوع الفاحشة جاءت هنا لتأكد أن ذلك كله من وساوس الشيطان ، وتحذر المؤمنين من اتباع مسالك الشيطان لأن وظيفته هي الإغراء بالشر والأمر بالفحشاء والمنكر . والفحشاء: كل فعل أو قول قبيح ، والمنكر ما تنكره أحكام الإسلام وقيمه وينكره أهل الخير والعرف . وعبر عن مسالك الشيطان بالخطوات ليدلل على أنه يتدرج بإغواء بني آدم فيبدأ بهم خطوة خطوة ليقودهم من الصغائر إلى الكبائر ثم امتن الله تعالى على المؤمنين بأن هداهم إلى الخير والحق ، وامتن عليهم بأن بين لهم طرائق التوبة عند وقوعهم في الذنوب . فتزکیته سبحانه وتعالى للمؤمنين وتطهيره لهم وهدايته إنما هي بفضله سبحانه وتعالى لا بأعمالهم .
مكارم الأخلاق أولى للمسلم : كان أبو بكر الصديق سنة ينفق على ابن خالة له يدعی مسطح بن أثاثة ممتعة وكان من الفقراء المهاجرين ، فلماعلم بخوضه في قضية الإفك وكلامه في ابنته عائشة سرقتا أقسم أن لا ينفق عليه . فأنزل الله على ينهى عن الحلف على الامتناع عن فعل الخير موجها أبا بكر سنته وحالها إياه إلى أن يكفر عن يمينه التي حلقها ، ويأتي الذي هو خير ، فيعيد النفقة إلى مسطح . ذكر المفسرون : لماسمع أبو بكر من قوله تالي : الاثون أن يغفر ال گره ، قال : بلى يارب إني أحب أن يغفر لي ، وقد تجاوژث عما کان . إن الإكثار من أعمال الخير سبب للفوز بمغفرة الله ورحمته يوم القيامة . وقد وجه سبحانه وتعالى إلى العفو والصفح معا زيادة في الخير . أما العفو : فهو ترك معاقبة المذنب ، وأما الصفح : فهو ترك لومه و إزالة أثر الذنب من التنفس
يوم القيامة يوم الحقيقة الكاملة:
توعد الله من الذين يتهمون النساء العفيفات المانعات أنفسه من كل سوء و ريبة ، ولا علم لهن بما اتهمن به ، ولا تخطر الفاحشة ببالهن لطهارة معدنهن وحفظهن دینهن . فكان وعيد الله عز وجل له : أولاً في الدنيا : بأن يفسق وترد شهادته وتقام عليه العقوبة الشرعية . ثانياً في الآخرة : باللعن وهو الطرد من رحمة الله عز وجل يوم القيامة ، إذا لم يتب في الدنيا ، فيعذب عذاباً عظيماً في نار جهنم ، في ذلك اليوم ينطق الله عز وجل جوارح الذين قذفوا المحصنات ، فتشهد عليهم جوارهم بما اقترفوه من ذنوب ، وهو سبحانه وتعالى أعلم بها ، ولكن ليقيم عليهم الحجة من أنفسهم ، يومئذ يجازيهم الحق سبحانه وتعالى جزاءً عادلاً وافياً ، من غير زيادة أو نقصان.