مراجعة رواية قلم زينب ليلة الامتحان اللغة العربية الصف الثاني عشر
ليلة الامتحان
اختبار مركزي قصير في اول الفصل الثالث الرواية الصف 12
النموذج الاول
في حي النور قريبا من العيادة، على بعد عدة شوارع. يوجد مركز صغير للشرطة، به عسكريان في كل وردية. وقد أنشىء لفض المنازعات القبلية. أو المشاجرات البسيطة التي تحدث أحيانا بين الجيران بسبب أمور تافهة. وأيضا لتلقي الشكاوى في حالات السرقة. والذهب المسلع المنتشرة في تلك الأحياء البعيدة
وصلنا إلى المركز أنا و(عزالدين) ونحن نتصبب عرقا. وكان بداخله في تلك الساعة من الليل. شرطيان. أحدهما شاب في مقتبل العمر. يشبه في ملامحه قبائل (البجا) المستوطنة في الشرق. والتي لا يفضل رجالها عمل الشرطة إلا نادرا. والأخر يبدو قديما. وعلى وشك التقاعد. وتدل ملامحه. وتلك الخطوط الزأسية الموشومة على خديه. نوعا من الزينة التقليدية. على أنه من أهل الشمال الذين كانوا أول من طرق العسكرية وتوظف بها في البلاد.
حكيت عن موضوع العربة وسرقتها من أمام باب العيادة. واستخدامها في زفة عرس. كما ذكر أحد الشهود العابرين. فتولى العسكري القديم القضية. سجل البلاغ على دفتره الذي كان من ورق أصفر. وبلا غلاف. وسألني إن كنت أفهم أحدا بالذات بتلك السرقة. وخطر ببالي أن أتهم المحتال (إدريس علي). والنشال شقيق المجنونة (سماسم). لكنني لم أجرؤ على ذلك. ولا أملك دليلا على أحد منهما. قلت : لا أعرف . فانشغل الشرطي بفتل شاربه قليلا. ثم نهض مرددا : تفضلا معي لو سمحتما
لم يسألني حتى إن كانت العربة مسجلة باسمي أو باسم شخصي أخر. ولا عن لونها وماركتها وأرقام تسجيلها. ولا سأل (عزالدين) إن سمع شيئا أم لا. كما كان يفترض في تلك الحالات. كان ظهره منحنيا إلى الأمام وهو يمشي. وجر ابه المدلى من الخصر مفتوحا وبلا سلاح، وقد تأرجح أحد أشرطته العسكرية على كتفه اليمنى. بسبب تمزيق الخيوط. وقد خطرلي أن أسأله عن سلاحه الذي ربما يحتاج إليه في مهمته. في اللحظة نفسها التي رأيته فها يلتقط عصا ضخمة من أحد أركان الغرفة. ويطلب من زميله البقاء بالقسم حتى يعود. وكان يصيح «لا تخرج يا ( تولاب) من مكانك حتى لو وقع انقلاب عسكري. هل تم؟
لم تكن بالمركز سيارة مخصصة لتنقل العسكريين. ولا حتى دراجة نارية تستخدم في المهام العاجلة. وصرخ الشرطي في رجل على عربة (كارو) يقودها حمار وتحمل عددا من صفائح الماء. عبرت أمامنا بالتوقف. وركبنا كلنا. وقد كان صاحب (الكارو) . واسمه (جبران) قد زارني مزة في العيادة يشكو من ألم ركبتيه. بارعا في تخطي الخفر والشوارع الموحلة. والدخول إلى أزقة ملتوية، لا تسمح حتى بمرور قطة. وقادنا مباشرة بعد أن عرف بأمر العربة المسروقة إلى بيت متهالك من الغشب. يطل على أرضي خلاء. كانت مضاءة بالفوانيس. وممتلئة بالناس وبقايا الأكل. وثمة مغن لم أزرع من قبل. يرتدي القميص الأبيض القصير والصديري، يعزف على الة العود، ويردد أغنية محلية اسمها (الشحم واللحم) ، كنت قد سمعتها من قبل تردد في العديد من الأعراس بالرغم من رداءة كلماتها ولحنها، وكانت المفاجأة أن العربة بكامل زينها الموردة هناك.
النموذج الثاني
نص الاختبار التدريبي للاختبار المركزي الثاني بتاريخ 1/17 6/ 2020
أنا الأن في حي (المرغنية) الشعبي، في الجانب الجنوبي من المدينة، عند الشيخ الحلمان)، في عيادته الشرك التي يمارس فيها طقوسه وطبه النفسي بلا رقابة من أحد، ولا شكوى، حتى من أولئك الأطباء النفسيين المتخصصين، الذين كانت عياداتهم في وسط المدينة خالية بفعل انسياق الناس وراء (الحلمان) وغيره من أولئك المعالجين .كان اسم الرجل موحيا بشدة، ويا له من اسم، لا أعتقد أنه اسمه الحقيقي، هي أسماء يخترعونها بذكاء، وتساهم بشكل أو بأخر في انتشارهم وسط البسطاء، وقد سمعت من قبل بأسماء مثل الشيخ الكشاف، والشيخ عابر البحر، والشيخ حافي القدمين، والشيخ المقدسي، وكانت لشخصيات تشبه (الحلمان)، ويشبهها كثيرا.
كنت أبحث عن (حامد رطل)، الرجل المسن الفصيح الذي نازلني في عيادتي وكسب، وأعرف أنه يعمل مساعدا لـ (الحلمان)، ويطمح بافتتاح عيادته الخاصة بعد أن تدرب على يد شيخه، ولن يكون اسمه الرطل حين يفعل، أنا أكيد من ذلك، سيعثر على اسم موح يستخدمه بلا شك فى عمله.
كانت العيادة عبارة عن بيت صغير من الخشب الخشن، مفروش بـ (الأسيست) وسط زقاق ضيق من ازقة الحي العشوائي، استدللت عليه بسهولة شديدة، وما كان بـ ( المرغنية) كلها وما جاورها من الأحياء، ساكن لا يعرف من هو الشيخ (الحلمان)، ولا أين يقع مقره، فقد تطوع العشرات لإرشادي بطيب خاطر، وركب اثنان
منهم معي حتى باب البيت.
كان الباب مدهونا بالأخضر، وقد رسم عليه بالأسود منظر الكعبة الشريفة، وتحتها مباشرة كتب بالأبيض، وبخط متعرج، يشبه خطوط التلاميذ الصغار : حجا مبرورا ، وسعيا مشكورا، وذنبا مغفورا. صلوا على خير المرسلين . ذلك الرسم، وتلك الكتابة أيضا من أسلحة غزو الأدمغة، ولن يخطر ببال البسطاء البائسين بامراض وهمية، لم يشفها الأطباء، أنهم يرتكبون اثما وهم يطرقون أبوابا صبغت بالورع والتقوى، والصلاة على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم- .
كانت العيادة مزدحمة جدا في ذلك المساء من شهر أكتوبر، سحابة من البخور الكثيف الخفيف الرائحة تغطي هواء الصالة المتوسطة في اتساعها، وعدد بلا حصر من الرجال والنساء، يتقاسمون الأرض على حصير من سعف النخيل الأصفر، ويحدقون جميعا نحو الياب المغلق في الوسط، والذي لا بد أنه يوجد خلفه الحل أو
الفرج من تلك المحن التي تؤرقهم.
وكان (حامد رطل) متأنقا في زي أخضر، لابد أنه زف المهنة المسائية، على رأسه طاقية حمراء لم تفلح في تغطية شعره الأبيض كاملا، وحول رقبته مسبحة من الخرز اللماع، ويقف عند باب الغرفة المغلقة الذي ينساب البخور من تحته إلى الصالة.
كنت ارتدي اللباس المحلي المكون من الثوب الأبيض والعامة البيضاء، وقد نزعت نظارتي الطبية قبل دخولي، ووضعتها في جيبي، لذلك لم يعرفني حين لمحني أدخل، فظنني مستشفيا عند شيخه ( الحلمان)، ولا عرفتني تلك الفتاة النضرة التي كان وجودها في تلك البقعة المريبة مفاجأة حقيقية لي، بالرغم من أنها أدارت وجهها نخوي، وقد تأملتني بعمق حين دخلت.. نعم إنها (هويدا الشاطى)، فتاة الأرق والقلق من طرف واحد، التي دلقها (ادريس ) في طريقي ذات يوم، ولا بد أنها تبحث عن حل لمشكلتها، بغد أن رأتني، ورأت غيري من الأطباء ، ولم يفدها أحد.
حل المربوط، العودة بالغائب البعيد، إخراج المس الشيطاني، توحيد القلوب بالمحبة.. عبارات رنانة يستخدمها أولئك المعالجون، وتشد الجهلة والبسطاء إلى الشرك، لكنني ما ظننتها أبدا، تشد فتاة شاعرة، وتعمل في مصرف معروف، مثل هويدا الشاطى) .
سأكمل مهمتي في السؤال عن الخفي الهارب (إدريس علي) ومحاولة معرفة مكانته ،من (حامد رطل)، ثم بعد ذلك، أحاول إخراج تلك الفتاة من شرك (الحلمان).
- مرض نفسي، أو سحر أسود، أو حجاب يأتي بالبعيد؟
كان (حامد رطل) يسألني، وقد التقط من الأرض دفترا كبيرا شبيها بدفاترنا التي نسجل عليها أسماء المرضى، فتحه على صفحة بيضاء.
- وما الفرق؟
أرد محاولا أن أغير صوتي .
- الفرق كبير.
يرد العجوز:
- أولا لابد من إخبار الشيخ بسبب الزيارة، وشكوى المريض قبل أن يدخل ... : كل شيء له أجره
كان بالضبط مثل الممرض (عز الدين)، لم يبد خائفا أو مرتابا، يمارس نشاطا مشروعل تحت سمع وبصر الدنيا كلها. وخطر لي أن أسأله عن المتاجرة بألام الآخرين كما سألني من قبل، لكن هولاء الناس قد تبرمجوا على حمل الضغينة والحقد تجاه الأطباء وحدهم، ولم يتبرمجوا على حمل الحقد والضغينة تجاه أنفسهم، أو تجاه التجار الذين يحتكرون القوت اليومي، ويتفننون في وضع أسعاره، إضافة إلى أنهم يتلقون مبالغ ضئيلة، لكن باستمرار، ولا يظنونها أنها توثر على قوت أحد من الناس.
طلبت إليه أن يرافقني إلى الخارج لأمر لا علاقة له بالجن ، أو المرض النفسي، ولم يرتعد. أشار إلى أحد الحاضرين، وكان رجلا طويلا، يرتدي سروالا أبيض من قماش (التريفيرا) الشفاف، وقميصا أزرق، مفتوح الأزرار، ويتحرك في الصالة في قلق واضطراب، بأن دوره هو القادم، وعليه أن يدخل إذا خرج المريض