كتاب الطالب التربية الإسلامية الصف العاشر الفصل الثالث 2021-2022
افهم دلالة الآيات
الرحلة الأولى:
عرف موسی المكان الذي يقصده، وحدد هدفه، وأعد عدته ماديا ونفسيا، وكذلك أعد فتاه فقال ليوشع بن نون، سنقصد مجمع البحرين، ولا رجوع لنا عن ذلك، سواء قصرت الرحلة أم طالت، « أو أمضي حقبا »، فلا أزال ماضيا في هذا السفر حتى بلوغ الهدف، ولو سرت زمنا طويلا. هذا الإعداد النفسي يعين على تحمل مشقة الشفر والاستمرار فيه، ويزيد من عزيمة الإنسان.
ركزت الآيات الكريمات على الأحداث الرئيسة، ولم تتناول ما تعرضا له من مشقة السفر إلا بعد أن بينت أنهما وصلا إلى الهدف، وهذه إشارة إلى أن المعاناة التي يلاقيها أصحاب الأهداف العظيمة لا تستحق أن تذكر في مقابل تلك الأهداف، ولذلك عبرت الآيات الكريمات عن تلك المشقة بكلمة واحدة فقط، وهي: «نصبا» والسؤال الذي يطرح نفسه هنا؛ لماذا ذكرت هذه القصه هنا، وهي ليست من الأسئلة الثلاثة (الفتية، رجل طواف، الروح)؟
وردت هذه القصة للرد على دعوى الأحبار ؛ حيث عدوا الإجابة عن أسئلتهم دليلا على نبوة محمد ! وهذا ليس صحيحا، فهذا موسی - وهو رسول الله - لا يعلم كل شيء، ويوجد في زمنه من هو أعلم منه، ولم ينقص ذلك من مكانته شيئا، ولم يشكك بنبوته، فرسل الله عليهم السلام جميعا، ما جاءوا لكشف حالات أو أحداث - خاصة، بل جاءوا لتبليغ الرسالات، وهداية الناس إلى الطريق المستقيم، وهم أعلم الناس بكل ما يتعلق بدعوتهم
وصل موسی وفتاه إلى صخرة على شاطئ البحر، فجلسا لأخذ قسط من الراحة، وغلبهم النعاس والتعب فناما، ثم انتبه يوشع بن نون، فوجد الحوت الذي معهما قد قفز من متاعهم إلى الماء وشق طريقه في البحر، وظل - طريقه في البحر واضحا، لم يجر عليه الماء، وكانت هذه هي العلامة التي ينتظرها موسى ، فقال صاحبه: أخبره - عندما يستيقظ. لكنه نسي، فأكملا سيرهما بقية يومهما وليلتهما، إلى أن أدركهما التعب في اليوم التالي، وقد تجاوزا المكان المقصود، فطلب موسى من یوشع أن يحضر لهما الطعام، فتذكر ما جرى، قال: لقد نسيت أن أخبرك أن - الحوت قد قفز إلى الماء عند الصخرة، وكان انطلاقه في البحر مثيرا للعجب، وبرر نسيانه بأنه من الشيطان، وكأنه - يخشى غضب نبي الله موسى
لكن الذي حصل العكس، قال لك ما كنا نبغ ، فرجعا يقتفيان أثرهما في الطريق؛ للوصول إلى الصخرة، فوجدا رجلا مسجى بثيابه، قال رسول الله : «فسلم عليه موسى، فقال له الخضر: إني بأرضك السلام؟ قال: أنا - موسى، قال: موسی بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: إنك على علم من علم الله علمه الله لا أعلمه ، وأنا على علم - من علم الله علمنيه لا تعلمه» (رواه مسلم). ومن هنا تبدأ الرحلة الثانية، رحله موسى والخضر - عليهما السلام.
- اتخيل
من خلال المجموعة، الظروف المحيطة بالقصة، وأصل إلى الاعتبارات التي تجاوزها نبي الله موسى في - سبيل طلب العلم
أستنتج:
عبرة واحدة من أحداث قصة موسى والخضر عليهما السلام.
خاتمة الرحلة
قال الخضر لنبي الله موسى - عليهما السلام - هذا الذي قلته «فراق بيني وبينك»، وسأخبر بمقاصد ما جرى أمامك ولم تستطع الصبر على مشاهدته
أما السفينة، فهي لأناس ضعفاء، يعتاشون من كدهم بها، ولا يستطيعون حمايتها، وكان في وجهتهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة دون مقابل، فعبتها قاصدا ذلك، حماية لها ولأصحابها من أمر الملك
وأما الغلام، فإن والده كانا مؤمنين، ولقد علم من الله تعالى، أنه سيكون فتنة لوالديه، حتى إنه سيضطرهما إلى الكفر، وموته نجاة لهما من الكفر، ونجاة له من العذاب، وأردت أن يرزقهما الله ولدا صالحا يكون بارا بهما، ويعينهما على إيمانهما، ولا يجوز لأحد أن يفعل مثل هذا الفعل؛ لأنه خاص بالخضر .
وأما الجدار، فكان ليتيمين صغيرين وكان أبوهما رجلا صالحا، وقد أودع تحت ذلك الجدار مالا لهما؛ ولذلك أصلح الجدار حفاظا على كنز اليتيمين، وأراد ربك أن يبلغا سن الرشد ويحصلا على مالهما، فحفظهما عز وجل وحفظ مالهما بصلاح أبيهما، وكل ما رأيت وسمعت كان بأمر الله تعالى ورحمته، وبذلك رد الخضر العلم إلى ربه سبحانه وتعالى، وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه
كنز الأموال
الإسلام لا يجيز كنز الأموال؛ لأنه يعطل حركتها، ويحرم المجتمع من التنمية والازدهار، ويقلل من فرص العمل، في حين أن استثمار الأموال يزيد من قوة اقتصاد الفرد والمجتمع والدولة، ويرفع مكانتها بين الأمم، أما ما فعله والد اليتيمين فقد كان جائرا في شريعتهم
ألخص:
- الفرق بين علم موسی وعلم الخضر - عليهما السلام
- آداب طلب العلم من خلال القصة.
الدرس الثالث
إن أمور الغيب غير محصورة في هذه الأمور الخمسة، وإنما جاء تخصيصها بالذكر لتعلقها بحياة الإنسان ورزقه ومصيره وهي
1 وقت قيام القيامة: وقت قيام القيامة مما اختص الله بعلم فلا يعلم أحد زمن وقوعها، وعندما سأل جبريل - عليه السلام - النبي - - عن الساعة قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السائل» (رواه البخاري)، أي: أنا و إياك
في الجهل بزمن وقوعها سواء
2 علم نزول الغيب: مما اختص الله به، فلا يعلم متى ينزل الغيث ولا في أي مكان ينزل إلا الله، وقد يعرف ذلك أهل الخبرة عند وجود الأمارات وانعقاد الأسباب علما تقريبا إجمالا يشوبه شيء من التخمين وقد يتخلف. فما يخبر عنه خبراء الطقس والأرصاد إنما هو من باب توقع الحدوث لا الجزم بالحدوث، وعلى من يخبر بنزول المطر بناء على تلك التوقعات أن يقرئ قوله بالمشيئة، كأن يقول: يتوقع نزول المطر غدا إن شاء الله
3 يعلم ما في الأرحام: تفصيلا من جهة تخلقه وعدم تخلقه، ونموه وبقائه لتمام مدته، وسقوطه قبلها حيا أو ميتا، وسلامته وما قد يطرأ عليه من آفات دون أن يكسب علمه بذلك من غيره أو يتوقف على أسباب أو تجارب، بل يعلم ما سيكون عليه قبل أن يكون، وقبل أن تكون الأسباب، فإن لمقر الأسباب وموجدها علما لا يتخلف ولا يختلف عن الواقع وهو الله سبحانه، وقد يطلع المخلوق على شيء من أحوال ما في الأرحام من ذكورة أو أنوثة، أو سلامته أو إصابته بأفة، أو قرب ولادة أو توقع سقوط الحمل قبل التمام، لكن ذلك بتوفيق من الله إلى أسباب ذلك من کشف بأشعة لا من نفسه ولا بدون أسباب ذلك، بعدما يأمر الله الملك بتصوير الجنين،
ولا يكون شاملا لكل أحوال ما في الرحم، بل إجمالا في بعضه مع احتمال الخطأ أحيانا
4 يعلم ما تكسب نفس غدا: فلا أحد يعلم ما تكتسبه نفسه أو ما یکتسبه غيره في المستقبل من علم وعمل ومال، { فهذا أيضا مما استأثر الله بعلمه تفصيلا، وقد يتوقع الناس كسبا أو خسارة على وجه الإجمال؛ مما يبعث أملا وإقداما على السعي، أو خوفا و إحجاما بناء على أمارات وظروف محيطة بهم فكل هذا لا يسمى علما.
5 يعلم زمان ومکان موت النفس: فلا أحد يعلم زمين ولا مكان موته ولا موت غیره، فلا تدري نفس بأي أرض تموت في بر أو بحر، في بلدها أو بلد آخر، إنما يعلم تفصيل ذلك الله وحده، فإنه سبحانه له كمال العلم في
والإحاطة بالأشياء، ظاهرها وباطنها، فهذا مما استأثر الله بعلمه وحجب العلم به عن جميع خلقه.
أحلل:
تعد الغيبيات الخمسة مفاتيح للغيب فيما يتعلق بحياة الإنسان من كان جنينا إلى أن يتوفاه الله تعالى ويبعثه