تحليل رواية رجال من الشمس عربي الصف الحادي عشر الفصل الثالث
تحليل رواية رجال من الشمس
الرواية تجمع بين الرمزية والواقعية فتحقيق الحلم الفردي ليس حل ناجحا لمشكلة شعب بل لا يحل مشكلة الفرد نفسه لأن من يخسر وطنه لا يربح شيئا ولو أصبح من الأثرياء
إن هذه الرواية تعكس الحالة الإقتصادية المتردية للشعب الفلسطيني بعد حرب 1948م
، فالفقر والتشرد دفعهم إلى المغامرة واقتحام جحيم الصحراء مضحيين بأنفسهم من أجل لقمة عيش كريمة ، والرواية تعكس ظاهرة الابتزاز التي تظهر عقب الأزمات والحروب كما أنها تبرز بعض العادات السيئة في المجتمع الفلسطيني ولعلها موجودة في المجتمعات العربية الأخرى في نفس الفترة فابن العم ملزم بالزواج بابنة عمه وهي ملزمة بالزواج منه كذالك ، والرواية أيضا تظهر قسوة الحياة والضيق المادي الذي دفع بعض الفلسطينين إلى الكسب غير مشروع كما حصل مع " أبي الخيزران " ، رمزت القصة إلى ضياع الفلسطينيين في تلك الحقة
ً وتحول قضيتهم إلى قضية ل إلى أنهم قد ضلوا الطريق دون أن يقدم البديل
قمة العيش موحيا . رواية رجال في الشمس، رواية فلسطينية تعبر عن حالة المعانة لألمل الفلسطيني
التي طغت على الكثير من العائالت المهجرة؛ وتلخيص هذه الرواية سنتعرف عليه في هذا المقال الذي سيتناولها بشيء من الإختصار. في رواية غسان كنفاني "رجال في الشمس"، حيث يصف غسان كنفاني الحقائق السياسية والاجتماعية والبشرية التي تميز حياة الشعب الفلسطيني في فترة حرجة في تاريخه، عندما يكون النظام التقليدي وهيكل وجودها ينم عن تغيير عميق في األحداث على حد سواء في المستوى اإلقليمي والدولي .رجال في الشمس تفاصيل المشقة والنضال من قبل ثالثة رجال فلسطين هم أبو قيس، أسعد، ومروان، الذين يسعون جميعهم من أجل الحصول على حياة أفضل؛ وتمثل الصراعات الفردية الحقائق القاسية لحياة العديد من أبناء الشعب الفلسطيني الذين اضطروا للجوء إلى المنفى وهجر الوطن .
كانت رجال في الشمس نتيجة لتجربة كنفاني نفسه عندما اضطر لأن يظل متخفيا في المنزل لأكثر من شهر بسبب افتقاره لألوراق الرسمية التي تثبت شخصيته لأنه هو نفسه لاجئ؛ وجاءت رواية كنفاني لتكون قادرة على إثبات الألم والمعاناة لنا من خلال أطراف النزاع الثالثة الذين الرحلة إلى الحرية وأصبحت رحلتهم إلى الموت
هناك ستة فصول في الرواية أول ثالثة يعرض كل بطل الرواية ويشرح لماذا اختاروا هذا الطريق إلى الكويت؛ ثلاثتهم جاهدوا لتقديم سعيهم إلى ما تصوروا أنه سيكون بمثابة الاستقرار والسعادة يعرفنا القارئ أولاً أبو قيس أنه هو والد صبي صغير قيس وطفلة حسنة الذين لقوا حتفهم بسبب أنها كانت في غاية الهزال؛ أبو قيس يتذكر ماضيه، صداقته مع الاستاذ سليم، والدة حسنة وفقدان المصدر الرئيسي للدخل له، أشجار الزيتون خاصته؛ فقد أدرك أن "في السنوات العشر الماضية" أنه لم يفعل شيئا سوى الانتظار وقرر أن يغير الحالة المرتبطة باسمه وباسم وعائلته إلى حياة تتجه نحو الأفضل، وذلك من خلال جعل طريقه إلى الكويت، والتي تعيش فقط في ذهنه كأنها حلم أو خيال .بطل الرواية الثانية الذي نتعرف عليه هو أسعد، وهو شاب في غاية الدهاء والحنكة؛ يروي قصته إلى شخصية يشار إليها باسم "الرجل البدين"، وهو الذي يقوم بتهريب الناس من البصرة إلى الكويت. هذه هي محاولة أسعد الثانية للسفر إلى الكويت، حيث انه فشل في المرة الأولى لأن الرجل البدين استغل براءته وجهله واستطاع خداعه، مما جعله يخرج من الشاحنة بعد رحلة في يوم حارق شديد الحرارة،
ً وقالت له أنه يجب عليه السير في جولة . وأخيرا هناك مروان، وهو الشخص الذي يعتبر أصغرهم سنا والذي قلق على مستقبل عائلته، تسبب ذلك له بترك المدرسة والتعليم لأنه شعر أنه في حاجة لتوفيرحياة أفضل لهم؛ وعلى الرغم من أن مروان كان يكبر بسرعة، إلا انه لا يزال يمتلك عقلية مثل الطفل؛ وبعد محاولة لمواجهة "الرجل البدين" وفشلها، يلتقي مروان بأبي خيزران الذي يصبح الأمل الوحيد للرجال الثالثة وقال أنه يمكن ان تدفع لهم في شاحنة المياه التي يملكها رجل أعمال معروف في الكويت؛ ولكن لألسف، يتحول هذا الأمل الأخير إلى أن يكون قاتلا في غير محله.نالت الرواية إعجاب الكثير من القراء، حيث أنها تعد أحد أفضل أعمال الفلسطيني غسان كنفاني وتم ترجمتها للعديد من اللغات
في رواية "رجال في الشمس" هناك أربعة شخصيات رئيسية، الشخصية الأولى وهي الشخصية المتمثلة في شخصية "أبي الخيزران" ، والذي كان رمزا للقيادة الفلسطينية العاجزة عن حماية شعبها، وهو المهرّب الذي عرض على الرجال الثالثة أن ينقلهم على طريق الحدود العراقية الكويتية مقابل مبلغا من المال
والكاتب يصوّر شخصية أبي الخيزران بالقيادة الإنتهازيّة التي لا تهتم لمصير شعبها مقابل تحقيق رغباتها الشخصية وفوائدها الخاصّة .أمّا شخصية الرجال الثالثة، فالشخصية الأولى هي شخصيّة "أبي قيس"، وهو رجل عجوز كبير في السن، قرّر الهجرة حتى يحقق لقمة العيش له ولأوالده، ليحصل على النقود ليشتري بها شجر زيتون بدل الذي ضاع منه. أ ّما الشخصية الثانية فهي شخصية "سعد" وهو شخص سياسي ومناضل يهرب من البلاد حتى يحصل على حريته أكثر، وهي شخصية الفلسطيني المطارد. أمّا الشخصية الثالية فهي شخصية "مروان"، وهو المعيل الوحيد لأسرته والذي يقرر الهجرة هربا من المسؤولية التي تقع على عاتقه .تتمثّل الرمزية الأساسية في القصة في "عدم د ّق جدران الخزّان" حيث أ ّن هؤلاء الرجال الثالثة يموتون اختناقا في الخزان، دون أن يتجرأ أي أحد منهم على دق جدران الخزان طلبا للمساعدة، والرمزية في عدم دق الجدران تنبع من الصراخ الشرعي المفقود والمطلوب من الشعب الفلسطيني الذي عاني من التشرّد، دون أن يفكر أبدا في مواجهة هذا الوضع الأليم. وفي الرواية يدين الروائي غسان كنفاني كل الأطراف التي تسبّبت بنكبة فلسطين،
ّ والقيادة الفلسطينية المنهزمة الانتهازية والشعب المستسلم وكل الذين تخلوا عن أرضهم بحثا عن الإخلاص