قصة أحلام ليبل السعيدة اللغة العربية للصف السادس 2021-2022

البيانات

قصة أحلام ليبل السعيدة اللغة العربية للصف السادس 2021- 2022


الفصل الأول 

ليبل

ما أعجب أحوال هذا الطقس! 

فها نحن في شهر حزيران، كما يقول التقويم الشتوي. لكن هذا الطقس يتصرف بمكر وخداع، وكأننا مازلنا في مطلع شهر نيسان. 

يغادر ليبل منزله ليشتري، على سبيل المثال، اللبن لعائلته وله، وتكون الشمس مشرقة. فإذ ييتعد عن منزله ما يقاب من ثلاثمئة خطوة حتى يبدأ المطر الغزيز بالهطول. يستمر هذا المطر مدة أربع دقائق (وهي المدة الزمنية التي يحتاجها ليبل حتى يعود إلى منزله، فيقرع الجرس، ويندفع إلى الداخل ، ويرتدي معطفه المطري، ويعود). 

وما إن ييتعد ليبل من منزله ما يقرب من ثلاثمئة خطوة، حتى تشرق الشمس ونظرا لانه لم يعد يملك الرغبة في العودة ثانية إلى المنزل، فقد صار يتوجب عليه أن يتسوق وهو يرتدي معطفه المطري تحت أشعة الشمس وعندما لا يعود إلى منزله سريعا عند رؤيته لقطرات المطر الأولى، لأنه يقول لنفسه: «سيتوقف هطول المطر حالا، فإن نزول الامطار يستمر  مدة ما بعد الظهر، يعود بعدها ليبل إلى منزل مبتلا كممحاة السبورة. وقد قال له والده مرارا: 

ـ لست أعرف، عل وجه التحديد، ما الذي بينك وبين الطقس، مع أنه عالم غني وجميل ومتنوع ! 

من قائل هذه العبارة ؟ 

كان والده حسن الحديث، وكان يمضي مسقط يومه في المنزل

و(فيليب) ليس اسما رديئا. فقد اختاره له والداه، بعد بحث طويل وبعد أن اقتنعا بالاسم، وإن كان من غير المفهوم: لماذا لم ينادياه باسم (فيليب) هذا على الإطلاق ؟ لكن الأمور جرت هكذا، فقد سمياه ليبل مؤمنين بأنه اختصار طبيعي لاسم (فيليب). 

وهذا ما ظل الفتى يؤمن به، حتى بلوغه سن السادسة، ودخوله إلى المدرسة، هناك فوجىء الصبي بأن اسمه: (فيليب ماتنهايم). 

ويوم صار قادرا على القراءة والكتابة، وصار زملاؤه قادرين على ذلك أيضا، واجه ليبل مشكلة أخرى؛ فعندما كان يكتب اسمه، كان الآخرون يقرؤونه (بيليب)؛ لأن كثيرين من هؤلاء لم يكونوا يعرفون أن الحرفين اللاتينيين (ph)) يلفظان في العادة كحرف الفاء. 

وهذا ما كان يحدث في بداية حصة الرسم، على سبيل المثال، عندما يجري توزيع أوراق الرسم على التلاميذ. 

كان معلم الرسم ويذعى السيد (غولتنيوت) يندفع إلى داخل غرفة الصف، ويتجه إلى السبورة، ويستخرج أوراق الرسم، ويضعها عل المقعد الأول (حيث تجلس (إلفيرا) تلميذته المفضلة) وخاطبها بقول: 

- وزعي الأوراق يا (إلفيرا) من فضلك! 

ثم يجلس على كرسيه، ويبدأ بقراءة الجريدة. 

كانت (إلفيرا) تواجه بعض الصعوبات في قراءة الأسماء الموجودة في أعلى الورقة. فكانت تنادي (سابينا)، فتتقدم (سابينا) نحو الأمام وتأخذ ورقة الرسم الخاضة بها، ثم تنادي على (روبرت) فيتقدم (روبرت) نحو الأمام، ويأخذ ورقة الرسم الخاصة به. 

كان المعلم (غولتنروت) يدخل إلى غرفة الصف، واللبان في فمه. وعندما تبدأ الحصة يستخرج قطعة اللبان من فمه، ويلفها بعناية ويضعها في ورقة فضية؛ ليستخدمها لمجددا عندما ينتهي الدرس. وكان تلاميذ الصفوف المتقدمة يزعمون أنه يمضغ قطعة اللبان ذاتها منذ خمس سنوات، لكن هذا الرغم غير صحيح. فقذ حدثت (إلفيرا) تلاميذ صفها أنها شاهدت هذا المعلم، وهو يشتري اللبان من إحدى الماكينات قبل ما لا يزيد عل ثلاثة أسابيع. 

ولم تكن الحصة الدراسية تبدأ عند المعلم (غرلتنيوت) عند ساعه صوت الجرس، بل عندما يتم الفراغ من توزيع أوراق الرسم. لذلك كان يشرع بقراءة الجريدة، ومضغ اللبان، قبل أن يتساءل عن السبب الذي أدى فجأة إلى توقف توزيع تلـك الأوراق. 

كان ليبل آخر من يعلم. لم يدز بباله أن اسمه هو السبب وراء هذا التوقف. وعندما صرخ المعلم بصوت مملوء بالتأنيب: 

ـ (فيليب ماتنهايم). هل عدت لتحلم ثانية ؟ ألا تريد أن تأخذ ورقتك ؟ أم أنك تنتظر حتى يأتي من يوصلها لك ؟ 

أصيب ليبل بالذغر، وهرول إلى الأمام، وأخذ ورقته المخصصة للرسم. 

وهكذا كان مقدرا على ليبل أن يستمع إلى اسمه الذي يجري نطقه بصيغ مختلفة: فهو يدعى ليبل عند والديه، وبعض أصدقائه وخاله. أما غالبية تلاميذ صفه فينادونه (فيليب). وعند بعض تلاميذ الصف الرابع الذين لا يعرفون أن الحرفين (ph) يلفظان فاء، فإنه يدعى (بيليب). أما هو فيفصل أن يدعى ليبل وهو ما سيحدث  في هذه الرواية.

 

الفصل الثاني 

مخبأ القراءة 

هناك ثلاثة أشياء يحبها ليبل على وجه الخصوص: 

فهو يحب جمع الصور، ويحب الفواكه المحفوظة، و يحب قراءة الكتب. 

إنه يحب ، في الواقع، أشياء كثيرة، لكنها كلها تتمحور حول تلك الأشياء الثلاثة. لذلك يمكننا أن نؤكد أهية الأشياء الثلاثة التي سبقت الإشارة إليها. 

ونظرا لأنه يعشق الصور، فقد صار يحب الحليب و اللبن والكريما الحلوة والحامضة، ويحب التسوق. وهذه مسائل تحتاج إلى شيء من الإيضاح. 

لقد بدأت الحكاية عندما عثر ليبل في المخزن الموجود فوق السطح على ثلاثة كتب قديمة هي: معجزة البحر العميق» و مع ناصب الشراك» و الشرق ". 

كانت تلك الكتب تحوي صورا ملونة كبيرة، وفي أسفل كل منها شرح بسيط. وكانت بعض الصور غير موجودة احيانا ، ويوجد بدلا منه  مستطيل كبير و قد كتب تحته: الشيخ أحمد يثأر بعنف من القتلة". 

وكان على ليبل أن يرسم الكيفية التي تم فيها هذا الثار. وقد خلص ليبل إلى نتيجة مفادها، أن الشيخ أحمد قد أجبر هؤلاء القتلة على تناول حساء البندورة؛ لأن تناول هذا الحساء الكريه، يمثل في نظر ليبل أقوى  العقوبات التي يمكن له أن يتخيلها. 

أما الفواكه المحفوظة فتأتي في المرتبة الثانية بين الأشياء التي يفضلها. وقد جاء حبه لها مرافقا لصداقته للسيدة (يشكي)، وحبه لها. والسيدة (يشكي) هذه سيدة عجوز، سمينة، ذات نظارات سميكة، وهي أرملة يفصل بين بيتها الواقع في الشارع القابل، و منزل والديه منزلان. 

تعرف ليبل إلى هذه المرأة، عندما أخطأ موزع البريد، فوضع رسالة لها في صندوق بريد والديه. فقام ليبل بإيصال الرسالة إليها. 

كان باب منزلها مفتوحا، فدخل ليبل إلى المنزل، فوجد السيدة (يشكي) تتناول الحلوى بعد أن فرغت من تناول طعام الغداء. و كانت الحلوى هي الكرز المعلب الحامض ، ممزوجة بقليل من الكريما. 

وقد طلب إليها ليبل أن تأذن له بأخذ النقاط عن علية الكريما ، عندها دعته السيدة (يشكي) إلى تناول صحن صغير من الحلوى، فأعجب لينل بالكرز إعجابا لا حدود له، حتى تساءلت السيدة (يشكي) بشيء من الدهشة: 

ـ هل طعم الكرز عندي أطيب من الكرز في منزلكم ؟ 

ـ ليس في منزلنا كرز عل الإطلاق. رد ليبل. 

ـ ماذا ؟ ألا تقوم والدتك بتحضير الكرز ؟ سألته السيدة (يشكي) مجددا. 

- كلا. على الإطلاق! رد ليبل و هو يخرج نواة إحدى حبات الكرز من فمه، فلعلها لا تعرف كيف يتم تحضير ذلك. 

ونظرا لأن ليبل قد لاحظ أنه يمكن أن يتشكل لدى السيدة (يشكي) انطباع سلبي عن أمه، أضاف بسرعة قائلا: 
 




 

شارك الملف

آخر الملفات المضافة

أكثر الملفات تحميلا