استجابة ادبية رواية الشيخ والبحر عربي عاشر

البيانات

تدور رواية "الشيخ والبحر" للكاتب "أرنست همنجواي" حول  قضية الفقر والصراع المرير من أجل الحصول على لقمة العيش الشريفة ومتطلبات الحياة الضرورية.  

فالصياد سنتياجو شيخ عجوز جانبه الحظ ولكنه لم يستسلم وبقي يكافح طلبا للرزق وظل يذهب الى ولكنه لم يأبه بتندر وتهكم  ، البحر خمسة وثمانين يوما ويعود في كل يوم خالي الوفاض  لم يصطد سمكة واحدة وأكثر ما آلمه ترك الصبي له ، الشباب  بقدر ما أسعده تقدير واعجاب المسنين الذين أكبروا عدم استسلامه لليأس نزولا عند رغبة والديه اللذين أفزعهما سوء طالع الشيخ.  

لقد نجح الكاتب في تصوير صراع الانسان مع الطبيعة فسنتياجو العجوز قرر أن يتحدى البحر ويقهر الطبيعة بعوامله المعادية المتمثلة بسمك القرش وعبوره إلى عمق البحر رغم كبر سنه وحيدا في قارب ليس في مستوى المهمة.  

في رواية " الشيخ والبحر " عني الكاتب بالسرد الوصفي في تصوير الملامح الجسدية للبطل واهتم بتتابع الأحداث في رحلة الصراع وجعل القارئ يعيش فصول المأساة وخطورة الأحداث من خلال تصوير السمكة وضخامتها أبان الجهد المضني الذي بذله للسيطرة عليها ، وعندما أبدع في تصوير الأقراش وأسنانها أظهر بكل براعة عظمة الشيخ وإرادته الحديدية وإصراره على الانتصار في النهاية.  

أما الحوار ، فمع أنه من نوع الديالوج إلا أنه كان من طرف واحد هو الشيخ بينما أكملت الأطراف الأخرى نصيبها منه بالصمت الذي أنطقه الشيخ نفسه فقد حاور السمكة كما حاور القروش والقارب والبحر و لم يكن الحوار مفتعلا رغم تفرد الشيخ به  بل تمكن من أن يصور بصدق إحساس العجوز بالفرحة بانتصاره الكبير وإثبات وجوده وعزيمته واستشعار قوته كما تبدو روعة المونولوج في النهاية وهو يلخص تجربته مع البحر في رحلة العذاب  ويقولها لنفسه بصوت مرتفع.  

أما اللغة فقد جعلت القارئ يحس بدقة التصوير وبراعته ويعيش التجربة من خلال العبارات الصادقة وليس بامكان القارئ أن يحذف أي جزء من هذا العمل الفني المتكامل بأساليبه الإنشائية ،والدقة في الوصف وكان مما قال: هيا تقدمي أيتها السمكة ( أسلوب أمر ) و ألا يكفيك هذا؟ ( استنكار ) كما حفل النص ،والخبرية بكثير من الصور البيانية الموحية الرائعة.  

وأنا أرى أن هذه الرواية رائعة وتستحق القراءة لما تمثله من حافز على التصميم والمثابرة تجلى في  ، عودة الشيخ سالما بعد معركة شرسة مع القروش التي التهمت سمكته الضخمة التي سيطر عليها بعد كفاح مرير ولكن كل ذلك لم يفقده ثقته بنفسه وعاد بالهيكل العظمي   للسمكة وساما استقبله الجميع بكل إكبار وتقدير 

 

معلومات عن الملف 

شارك الملف

آخر الملفات المضافة

أكثر الملفات تحميلا