كتاب الطالب المسرح اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الأول

عرض بكامل الشاشة

البيانات

كتاب الطالب المسرح اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الأول

كتاب الطالب المسرح اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الأول

 

يا أهل المسرح، تعالوا معنا، لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية

الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. 

شكر وعرفان إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي - رعاه الله من ثاقب فكره انطلقت الشرارة، وبدعمه وتوجيهاته انطلق المشروع، وبرعايته ومتابعته ودعمه المستمر أقر منهج المسرح في المدرسة الإماراتية، لنحقق بفضل الله، وفضل الدكتور سلطان الزيادة في الوطن العربي، بجعل المسرح مادة مدرسية في الصفوف جميعها، ولنثبت مجددا أن الإمارات الغالية لا تقبل إلا بالمركز الأول. 

وإيمانا بأن المسرح مدرسة أخرى، تعزز قيم التنشئة الصالحة، وتكسب الطلبة مهارات شخصية، تعزز ثقتهم بأنفسهم وذواتهم، فقد أقرت وزارة التربية والتعليم مادة المسرح، وأدرجتها في الخطة الدراسية المطورة للصفوف كافة لتكون فضاء للإبداع، وسماء للسمو والزق، ومرتعا للثقافة، وقيضث 
لها جميع الإمكانات الللازمة، من استقطاب الخراء المتخصصين، والمدربين، والمعلمين، لتنفيذ البرامج التدريبية التي تؤهل المعلمين الأكفاء، الذين سيؤدون مهامهم بوعي وبصيرة. 

ولم يكن لهذا العمل أن يرى النور لولا التعاون المثمز، والشراكة الفاعلة التي حظينا بها مع «الهيئة العربية للمسرح» التي لم تبخل علينا بالخبرات وبذل الجهود المخلصة من أجل تحقيق الغاية المرجوة. فللمشرفين عليها الشكر الجزيل والامتنان العميق على ما قدموه وما يقدمونه لهذا المنهج من دعم ومتابعة، وإن هذا الأمر ليترجم الشراكة الفاعلة بين الوزارة ومؤسسات المجتمع التي نأمل أن تزهر وتؤتي ثمارها في حياة أبنائنا وبناتنا قريبا بإذن الله. 

وبتكاتف الجميع، وبوعيهم، سنحقق الزيادة المأمولة، التي اتخذناها في دولة الإمارات العربية المتحدة نهجا ونبراسا. 
 


مقدمة 

عزيزي الطالب

بإمكانك الآن أن تعبر عن اعتزازك بمدرستك الإماراتية أكثر مما عبرت عنه سابقا؛ لأنها لأول مرة في تاريـخ مناهجها تضع بين يديك كتابا متخصصا في مادة المسرح، يشمل الحلقات جميعها، ولعلك تتساءل، وتقول في نفسك: كيف لي أن أتعلم هذه المادة من خلال كتاب ورقي. بينما المسرح في الأصل ممارسة عملية ؟ يكفيك للإجابة عن هذا التساؤل أن تقف قليلا عند الرأي القائل إن المسرح أبو الفنون لتتأكد من أنه الفن الوحيد الذي استوعب التعابير اللغوية. والجسدية والموسيقية. والمرئية. كما أنه استفاد من فنون العمارة والرسم. وكلما تطورت المعارف والتكنولوجيا استثمرها، ووظفها بعدما طوعها لخصوصياته 

ألست ترى أنه من خلال ممارستك المسرح يمكنك النهل - في الوقت نفسه- من الفنون والتقنيات المرتبطة به كلها ؟ فتتعرف الأداء التمثيلي، وتوظف مهاراتك في التعبير الصوتي والجسدي، وتتمرن على كتابة المشاهد. والنصوص. إلى جانب تدريبك على تفعيل التكنولوجيا التي تجعل من المسرح فنا حديثا رغم عراقته هل يمكنك. عزيزى الطالب. أن تحضر اليوم عرضا مسرحيا من دون أن تكون للإضاءة فيه مكانة. بينما -أنت تعلم أن العروض كانت إتان نشأة المسرح تقام في وضح النهار ؟ 

عزيزي الطالب

ستكتشف أن كتابك في مادة المسرح سيستجيب لكل ما ترغب فيه من أنشطة. سواء أقمت بها بمفردك أم برفقة زملائك في الصف، وسوف تتاح لك الفرص للتعبير اللفظي إلى جانب التعبير بواسطة الإشارات. والحركات. والأقنعة. وستعمق من خلال تواصلك مع زملائك ومعلميك. كما ستطور من حرص تأكيد حضورك المتميز سواء أكان عن طريق المشاركة الفعالة. أم المشاهدة المستنيرة. وكل هذه الأنشطة ستكون متاحة لك إثر انخراطك التلقائي في محاور عدة من الظاهرة المسرحية، اختصرناها فيما يأتي 

1. التمثيل ستبرز من خلاله قدراتك على بناء وأداء الشخصية المسرحية في مختلف حالاتها ومواقفها الدرامية، بناء على مناهج تدريب الممنل، وستوظف مكتسباتك في تحليل النصوص، وفهم الشخصيات المسرحية، معتمدا على نماذج من النصوص المرجعية من الرصيد المسرحس الوطني والعالمي ، كما ستتعلم مبادئ التمثيل أمام الكاميرا حتى تمز بين المسرح. والسينما، وتقف على ما يجمع بينهما من قواسم مشتركه 

2. النص ستحلل النصوص المسرحية، وتبرز أبعادها الفكرية والجمالية وأساليبها وخصوصية بناء الحكاية. كما ستحدد أنواع الشحصيات والصراع بينها، فتتعرف تقنيات الكتابة. وأساليبها، فتشرع في تأليف مواقف، ومشاهد، ونصوص قصيرة تنجز عددا منها في تمارينك التطبيقية. 

3. التصميم والتصور ستصمم الأزياء، والسينوغرافيا، والمعدات، والأكسسوارات والأضواء، والمؤثرات الصوتية والمرئية. كالفيديو والصور ذات الأبعاد الثلاثية الكفيلة بتبليغ رؤيتك الإخراحية، كما سيساعدك 
هذا المحور على ضبط خطط مراحل الإنتاج وتوزيع العمل، وتحديد مهارة كل فرد ضمن المجموعة. فتفهم أن مجال المسرح أيضا في حاجة إلى تخطيط محكم: لأنه يوظف رأس مال بشري ومادي. ولن يحقق ما ينتظر منه من نجاعة ومردودية إلا بحسن التصرف في موارده 

4. الإخراج بعد أن تكون قد اطلعت على كل ما هو أساسي من عناصر العمل المسرحي، تمثيلا ونصا 

ستكون لك الفرصة متاحة للشروع بصفة فردية في تنفيذ مشاهد بكامل عناصرها، أو المساهمة فيها. انطلاقا من النصوص المسرحية القصيرة التي كتبتها. أو شاركت في إعدادها. أو اختيارها، وستبرر اختياراتك الفنية والتقنية. وستبرز قدرتك على تنفيذ العناصر الإخراجية للمشهد المسرح؛ ليشاهد زملاؤك منجزك المعتز عن شخصيتك، وحسك الفني الشخصي 

5. التذوق الفني ستبدي رأيك في العرض المسرحي وفق شبكة تقييم. وتبرز قدرتك على تقييم مجهودك الذاتي من خلال ما أنجزت. إلى جانب تقييمك أعمال زملائك في الصف، أو ما ستشاهده من عروض حيه، أو مقاطع من مسرحيات مسجلة، فتميز بين الأنواع المسرحية، وتعرف خصوصيات كل نوع منها (المأساة. الملهاة. الإيماء، فن الراوي..) وتضعها في سياقها التاريخي. والثقافي لتستنتج أن المسرح يختلف من عصر إلى آخر، ومن بلد إلى بلد وأنه يعيش حراكا مستمرا لولاه لاندثر واندثرت معالمه 

6. الثقافة المسرحية ستحيط بمختلف الاتجاهات المسرحية. والمعارف المرتبطة بها، وكذلك ستنفتح على الممارسة القريبة من المسرح، مثل السينما، والدراما التلفزيونية. والأشرطة الوثائقية لما لها على تأثير هذه الفنون في المجتمع من الناحيتين الفكرية من علاقة ونيقة بفنون الأداء، كما ستقف والجمالية 

7. تكامل الفنون والمعارف والتكنولوجيا ستوظف مكتسباتك المعرفية، والمهارية في مجالات تحصيلك الدراسي كلها للتعبير عن تصور فني مسرحي يجمع بين المحلي والعالمي، وستدرك أن توظيفها كلها أو بعضا من عناصرها بشكل منسجم هو الذي يخلق التكامل بينها، ويساهم في تطوير أدائك في المواد 

أيها الطالب 

لا يشك القائمون على شؤون مدرستك في أن المسرح من حيث كونه معارف، ومهارات، وممارسات ممتعة في حد ذاتها سيعلمك استثمار ما فيك من نقاط قوة فتحسن تقدير ذاتك وذوات الآخرين، كما سيمكنك من تحقيق ما تصبو إليه من تواصل إيجابي. وسيكون لك بمثابة مجالك الإضافي الذي تمارس فيه تعليما يتحقق فيه تكامل فعلي بين قدراتك الفكرية والجسدية لتثابر أكثر. وتتحمس. وتبحث عن طريقة للتغلب على الصعوبات، وتعبر عن نفسك بأريحية، واعتدال. فتطور شخصيتك، وتحصنها من الإهمال بما يعرز لديك الشعور بالسعادة، ويقوي لديك الإلهام بكل ما يفيدك، والاهتمام بما ينفعك في حاضرك، ومستقبلك. 

أيها الطالب المثابر

وأنت تستعد للمشاركة العملية في كل نشاط من أنشطة هذه المحاور. أو صرت أحد عناصرها الفاعلة. لا ريب أنك وجدت الإجابة المقنعة والشافية حول تساؤلك الأول من جدوى وجود كتاب للمسرح، وهو فن الممارسة العملية بامتياز، فاستنتجت أنه لا فصل بين الممارسة المسرحية والتفكير فيها والكتابة عنها. بل صرت على يقين أن كل ما قمت به من صفك الأول كان فرصة ثمينة أتاحت لك التعبير عن نفسك من خلال مساهمتك الذاتية في إبراز عنصر من عناصر العرض؛ لتتأكد وأنت على أبواب التخرج من أن مشروعك المسرحي الفردي أو الجماعي هو تكثيف لكلل ما اكتسبت. مضيفا إليه من أحاسيسك ورؤاك ما يعبر عن شخصيتك وعن ذائقتك الفنية وأفكارك. 

فأهلا بك، وأنت في رحاب مدرستك إلى عوالم المسرح المشتركة. والمتسعة دوما لاحتضان أحلامك. وأفـكارك، ورؤاك. 

 

شارك الملف

آخر الملفات المضافة

أكثر الملفات تحميلا