كتاب الطالب اللغة العربية للصف السادس الفصل الثالث 2021-2022

البيانات

كتاب الطالب اللغة العربية للصف السادس الفصل الثالث 2021-2022

مقدمة

عزيزي الطالب

هذا الكتاب ألف من أجلك، وهو ينتظر منك أن تنتفع به، وتستفيد منه، وتستمتع بقراءته، وتجعله منطلقا لك تفكر وتناقش وتكثب وتعبر معلمك سيكوث لك مرشدا، لكنك ستسير في دروب هذا الكتاب ، وتكتشف فضاءاته وعوالمه وحدك. 

وقد صمم هذا الكتاب ليمنح فرصة أن تمارس القراءة ممارسة واعية معمقة، ولتسأل أسئلتك بحرية، ولتشارك زملاءك أفكارك بثقة ومحبة. وكلما قرأت أكثر انكشف لك عالم اللغة والأدب أكثر فأكثر، وهو عالم جميل عميق لا يخاطب عقلك فقط، وإنما يحاور روحك وقلبك، ويضاعف إحساسك بإنساني، ويوسع أفقك، ويعتق رؤيتك للحياة والناس.

عزيزي الطالب

صمم هذا الكتاب تصمیما بسيطا واضحا ليساعدك على تطوير مهاراتك اللغوية، من خلال التفاعل الواعي مع مضامين النصوص وأفكارها، وقد قسم إلى ثلاثة فصول، بحسب فصول السنة الدراسية، وفي كل جزء هناك وحدتان درسیتان تشتمل على مهارات اللغة العربية الأساسية: القراءة، والاستماع، والمحادثة، والنحو، والكتابة. وقد عولجت النصوص معالجات تناسب طبيعتها، وبنيتها، ولكنها كلها تضم أسئلة أساسية لضمان أن تحقق الأهداف المرجوة منها، وستكوث هناك مراجعات وتطبيقات حول المفردات، ووصف للمهارات المطلوبة، ومخططات توضيحية، وأدوات أخرى المساعدتك على فهم النص، والاستمتاع به في الوقت نفسه، وستجد بعض الأسئلة المحددة على جانبي بعض النصوص لتدريبك على أن تكون قارئا واعيا متفاعلا مع النص.

إن هذا الكتاب صمم ليجعلك شريكا فاعلا في عملية التعليم والتعلم، ولا يقتصر دوژك على التلقي الشلبي، ولذلك نحن نتوقع منك أن تحضر إلى الحصة وقذ قرأت ما جاء تحت محوري «ما قبل القراءة» و«في أثناء القراءة»، وأجبت عن الأسئلة الواردة فيهما، ونحن متأكدون أنك إذا فعلت ذلك فإنك ستعيش لذة العلم، وستكتشف كم هي الحياة أبهى وأجمل حين تعتمد على نفسك في جزء من تعليمك المدرسي.

عزيزي الطالب

كل الأفكار والأسئلة في هذا الكتاب هي عنك أنت أيضا؛ فأنت لست مفصولا عن عالم الأدب، وعالم المعلومات، ولا نحن، ولا كل الآخرين من البشر، فالأدب يناقش قضايا الإنسان الكبرى، ويفتح لنا النوافذ مشرعة على الحياة بحلوها ومرها؛ لكي نصير أكثر فهما وتضجا و تسامحا وعطفا. ولأنك جزء من النصوص التي تقرؤها، فإننا نشجعك لتسجل أسئلتك وخواطرك وأفكارك حول ما تقرأ، فكن قارئا عمده يقرأ السطور وما بين السطور.

 

من نوادر جحا

والله لن أشتريك

أراد جحا أن يشتري حمارا فذهب إلى السوق، واشتري حمارا، ثم مشى يجر الحمار خلفه، فرآه اثنان من اللصوص، فاتفقا على سرقة الحمار. تسلل أحدهما بخفة، وفك الحبل من رقبة الحمار دون أن يشعر جحا بشيء، وربط رقبته هو بالحبل.

كان المارة من الناس يرون ذلك، ويتعجبون لهذا المنظر ويضحكون، وجحا يتعجب في نفسه ويقول: لعل تعجب التا وضحكهم يرجع إلى أنهم معجبون بحماري. 

لما وصل جحا إلى البيت التفت خلقه إلى الحمار فرأى الرجل والحبل في رقبته، فتعجب من أمره، وقال له: من أنت؟ فتوقف اللص باكيا، وأخد يمسح دموعه قائلا: يا سيدي أنا رجل جاهل أغضبت أمي. 

قال جحا ثم ماذا؟ قال اللص: دعت أمي علي، وطلبت من الله أن يمسخني حمارا، فاستجاب الله دعاءها، ولما رأى أخي الكبير ذلك أراد أن يتخلص مني؛ فعرضني في السوق للبيع، وجئت أنت واشتريتني وببركتك رجعت إنسانا كما ، وأخذ اللص يقبل يد جحا داعيا شاكرا، فصدقه جحا، وأطلقه بعد أن نصحه بأن يطيع أمه، وطلب إليها الصفح والدعاء ..!! 

في اليوم التالي توجه جحا إلى السوق ليشتري حمارا، فرأى الحمار نفسه فعرفه، واقترب جحا من الجمار، وهمس في أذنه قائلا: يظهر أنك لم تسمع كلامي، وأغضبت أمك مرة ثانية، والله لن أشتريك أبدا.

من نوادر جحا

ثيابي أولی مني 

يروى أن جحا خرج في يوم من الأيام من منزله مسرعا، وفي الطريق قابل صديقا له، فسأله  عن سبب إسراعه، فقال له جحا: إني ذاهب إلى وليمة حافلة؛ لأصيب شيئا من الطعام.

وعندما وصل جحا للبيت المقصود المقام فيه الوليمة الضخمة، لم يحسن أصحاب الدعوة استقباله؛ لأن جحا كان يرتدي ثيابا قديمة بالية، فقال الخادم لجحا: أنت لست من الوجهاء حتى تجلس معهم، تفضل معي، فهناك عامة الناس من أمثالك. نظر جحا إلى مائدة العامة، فوجد عليها طعاما قليلا وجمعا من الناس، فقال في نفسه: يا إلهي، إن الطعام قليل وردي، ولابد أن أجد طريقة لكي أدخل بها مع الوجهاء.

خرج جحا مسرعا، متوجها إلى منزله، وقد عزم على شيء، وقال في نفسه: بعد أن أرتدي أبهى ملابسي لن يكون هناك مانع من الجلوس ع الوجهاء، وسأذهب أيضا على ظهر هذا الحمار المزين، حتى يظن أصحاب الدعوة أي شخص وجيه. 

عاد جحا مرة أخرى إلى المنزل الذي تلقى منه دعوة العزيمة، وقد كان في أبهى حلله، فلما رآه أصحاب المنزل على هذه الصورة، قدموا عليه لاستقبال والترحاب به، وقالوا له: أهلا بك، مرحبا بك، يا سيد الوجهاء، وقام أحدهم بدعوته، ليتفضل بالجلوس في صدر المائدة، وقال له: نأسف ياسيدي إن كان حفلنا المتواضع لا يليق بمكانتك، وراح أثحاب الحفل يتسابقون في تقديم أفضل الأطعمة وأشهاها له.

فقام جحا يخلع عمامته، وتناول طبقا من الحساء، وجعل يصبه داخل العمامة، وهو يقول:
 

بسم الله الرحمن الرحيم، اشربي يا عمامتي، بالهناء والشفاء، ثم أخذ وقال: كلي يا بني، یا صاحبة الفخر والبهاء، کلي بالهناء والشفاء

ذهل الجالسون، وأخذوا ينظرون إليه بكثير من الدهشة، وتساءلوا باستغراب: ما الذي تفعله یا جحا؟ فرد عليهم بحزم: إن ثيابي أولى مني بالطعام والشراب، فلولاها ما جلست هنا بينكم، ولولاها ما استقبلني أصحاب المنزل بتلك الحفاوة البالغة، ثم انصرف عائدا إلى منزله.

جحا وكلام الناس: 

قال جحا لابنه: هذا يوم جميل يا أمير؛ فالشمس مشرقة، والسماء صافية، ولذا فإني سأذهب إلى سوق القرية المجاورة. فرح أمير وقال: كما ترى يا أبي، وأعد لك الحمار، . وأذهب معك.

أمير: أعد الجماز یا أبي، فهيا بنا إلى السوق، إركب، وأسير أنا۔ قال جحا: أشكرك يا أميرا ولكن والدك بدين، وبعض السير فيه ... وهكذا ركب أمير الحمار، وسار حا خلفه، فرآهما رجلان، فقال أحدهما للآخر: انظر كيف تركب الغلام، ووالده المسكين يسير على قدميه ؟ فما هذا الأدب! قال أمير لأبيه: تفضل أنت بالركوب، وسأسير أنا! فقابلهما جماعة، فقال أحد أفرادها: یا قوة قلب هذا الرجل! يركب الحمار، و هذا الصغير الضعيف يسير على قدميه. توقف جحا بالحمار قائلا: ماذا تفعل لترتاح من السنة الناس قال أمير: إن تركب أنا وأنت يا أبي ... وهكذا سار الحمار وفوق ظهره جحا

قال جحا: وأخيرا وجدنا طريقة معقولة يا أمير بعيدة عن النقذ... وما إن سارا قليلا حتى صادقهما آخرون، وقال بعضهم لبعض: انظروا إلى قوة جحا، فهو ذو جسم ضخم، ويركب هو وابنه معا هذا الحمار الضعيف الهزيل! أليس في قلبه رحمة؟!

جلس جحا على الأرض، وقال: كيف تصل إلى إرضاء الناس !؟ ثم قال: اسمع یا أمیر، لنترك الحمار يسير، ونحن نسير على أقدامنا خلفه. وبينما هما على هذه الحال صادفتهما. جماعة من الناس، فقالوا: انظروا إلى هذين الأمين اللذين يسيران على أقدامهما في هذا الحر اللافح، والغبار المتكاثف دون أن يركب أحدهما الحمار.

وأخيرا: حمل جحا الحمار، وقال: ما رأيك يا أمير في هذا التصرف، لنترقب ماذا يقول الناس الآن، فقد يرضيهم ذلك. وقال جحا وابنة رجلين فقال أحدهما: يا للعجب، انظر إلى جحا يحمل حماره !! لقد فقد عقله . قال جحا لابنه: لقد جربنا كل طريقة، ولكن لم نسلم من كلام الناس.. وصدق المثل: «إرضاء الناس غاية لا تدرك»

شارك الملف

آخر الملفات المضافة

أكثر الملفات تحميلا