تحليل درس الطين لغة عربية الصف الحادي عشر
تلخيص مضمون النص
يعطي إيليا من خلال قصيدته صورة للإنسان المتكبر الذي يركبه الغرور فيتغطرس ويتعاظم على غيره بما يملكه من ثروة وما يكسو به جسمه من لباس . فيتصدى الشاعر لردعه بإجراء مقارنة بين المتواضع (الشاعر )والمتكبر
داعيا إياه إلى التواضع وعدم الترفع على بني طينته فليس أفضل منهم فهم سواء في كل شيء.
تحديد الفكرة العامة والافكار الرئيسة
الفكرة العامة : دعوة المتكبر إلى التواضع.
الأفكار الأساسية:
- صفات الإنسان المتكبر.
- مقارنة بين المتواضع والمتكبر.
- دعوة إلى التواضع وملء القلب بالمحبة والتأخي .
دراسة الأفكار
الغرض القصيدة من الشعر الاجتماعي الهادف، تناول فيها الشاعر دعوة الإنسان إلى نبذ التكبر والتحلي بخلق التواضع .بهدف إصلاح الفرد ليصلح المجتمع بأكمله.
وهو غرض ظهرت بعض ملامحه في العصر العباسي على يد ابن الرومي في مقطوعاته الشعرية ،لكنه عرف تطورا وازدهارا لا مثيل له في العصر العديث التنوع المشاكل وظهور الصحافة ووعي الأدباء بأهمية دور هم في
إخراج الناس من الظلمات الداجية إلى نور الصلاح والفلاح.
الافكار من حيث الترتيب افكاره مرتبة استهلها بوصف المستبد وغطرسته وخيلانه ثم أجرى مقارنة بين المتواضع والمتكبر ليخلص في الأخير إلى وجوب ترك التكبر والتواضع مع الآخرين.
وهي ذات وحدة عضوية شديدة التلاحم لا يمكن فصل فكرة عن أخرى دون أن يختل المعنى.
من حيث الوضوح والعمق : الأفكار واضعة تتأقلم مع الهدف من الموضوع ، وهي في متناول الجميع ، اضافة إلى عميقة وغزيرة ، حيث تعمق في تحليل نفسية المتكبر وفي إجراء المقارنة من أوجه متعددة ليثبت انه لا فرق بين المتكبر والإنسان البسيط.
من حيث الجدة والقدم الافكار جديدة من نواح عديدة ، إذ طغت عليها الصيغة الانسياقية حيث علق الشاعر في الافاق الإنسانية الرحبة فجعل قصيدته تخاطب كل البشرية بدون استثناء.
اللجوء الى الطبيعة وهي تعد من من وسائل الرومانسيين في التعبير عن التجربة الشعرية.
من حيث الاقناع: يهدف الشاعر إلى دعرة الإنسان لنبذ رذيلة التكبر، فاستعمل الكثير من وسائل الاقناع ليقنع القارئ بفكرته، من هذه الوسائل : التكرار والإكثار من الأمثلة والأدلة العقلية والعاطفية الوجدانية ،التقديم والتأخير حيث استعمله لتوكيد أرائه وأفكاره مثل :
- وحوى المال كيسه فتمرد قدم المفعول به المال على الفاعل كيسه أصليا حوى كيسه المال فتمرد
- أنت في البردة الموشاة مثلي) : قدم الجار والمجرور ليؤكد خداع المظاهر ..
- وقد استمد الكاتب أفكاره من ثقافته الواسعة وحياته في مجتمعات مختلفة.. .
دراسة الأسلوب
الألفاظ والمفردات الفاظه مناسبة لأحاسيسه ومشاعره ومعانيه سهلة رقيقة واضحة ( يا أخي - لقلبك -)
(صال تيها ، عربد ، جلمد ، تمرد ٢): توحي بالتكبر والصلب والغرور. ..
وهي موحية : ( الطين ) توحي بأصل الإنسان فهي دعوة صريحة للتواضع.
فحمة: توحي بالضعة والمهانة..
وقد استوحى معظم الفاظه من الطبيعة ( فحمة / فرقد / الطين / النور / الليل / الضباب.. )
الخبر والانشاء
تراوحت أساليب القصيدة بين الخبر والإنشاء. .
الخبر تمثلت أغراضه في إبراز سخط الشاعر واستنكاره لسلوك المتكبر مثل: نسي الطين .. وغرضه الأستنكار والرفض لهذا السلوك.
أما الأساليب الإنشائية قد تنوعت منها: النداء في قوله : إيا أخي ...) وغرضه لفت انتباه المتكبر لومه.
- لا تمل بوجهك عني... نهي غرضه النصح
- ألا تشتكي ؟ استفهام غرضه السخرية والتهكم
- أيها الطين : نداء غرضه التحقير.
الخيال : وظف الشاعر جمل الطبيعة بشكل فني جميل فجاءت صوره البيانية مؤثرة مقنعة منها : الطين مجاز غرضه تقريب الفكرة إلى الذهن وازدراء المتكبر..
- ما أنا فحمة ولا أنت فرقد تشبيه بليغ شبه الإنسان البسيط بالفحمة والمتكبر بالفرقد
- فصال تيها وعربد كناية عن الصلف والغرور.
ونلاحظ أن التشبيه قد اخذ حصة الاسد بين الصور البيانية
بالأضافة إلى هذه الصور البيانية الجزئية رسم الشاعر صورة كلية تتمل في رسم لوحة فنية للمتكبر تمثل هذا الشخص يمشي في خيلاء وزهو تكسو جسمه الملا بس الثمينة ويمتلئ كيسه بالنقود ..ألوانه لون الطين المال الكيس والغز؛ الحركة التي تملؤها إصل عربد تباهى تمرد الصوت التي يعمه في كلمة عربد ورنين المال.
المحسنات البديعية الطباق بين - فحمه وفرقد / التلاشي . الخلود / الموشاة. والرديم
يبش وجهك للنعمى وفي المصيبة يكمد وهي مقابلة.
الجناس الناقص بين - كسا وكيسه
الموسيقى الداخلية تمثلت في التكرار اللفظي لبعض المفردات ذات الإيقاع الموسيقي مثل الطين وطين أماني أبيات مما يدل على جو النقاش الهادىء المقنع والهادف....
أبرز قيمة النص هي : القيمة الاحتماعية المتمثلة مي دعوة الإنسان للشاعر إلى نبذ التكبر حتى يعم التعاون والتواد والتراحم في المجتمع.
ثم قيمة فنية تتمثل في الرومانسية والصور الخيالية وحسن استعمال الموسيقى الداخلية للقصيدة
هذه القصيدة هي رمز للإنسانية التي يجب ان تنمحي فيها أثار التفرقة، وتزول منها معالم التميز، وترسخ في أرضها جذور المساواة، وتجري فيها دماء المحبة .والشاعر هنا في قصيدته يحاول أن يضع الإنسان عامة - والإنسان المتكبر خاصة في حجمه الطبيعي ، بعيدا عن الكبر والصلف، حيث خاطب الشاعر الانسان في مطلع قصيدته بأصله ،ليكشف عن حقيقة الإنسان ووصفه بالطين الذي يعبر عن أصله الذي لا ينكره ابدا، مهما بلغ وتجبر وتكبر.
لذا حاول الشاعر كشف الأقنعة التي يختفي وراءها الإنسان ليخفي حقيقه ويستر نقصاته بما يبدي من تجبر واستعلاء وخيلاء، ويسرع الشاعر في نصب الموازين وهذه الموازين هي مبررات التواضع التي يجب الإنسان أن يتحلى بها لا مبررات الكبرياء والزهو والخيلاء، وأول تلك المبررات المساواة المطلقه بين سائر الناس فكلهم يرجعون إلى أصل واحد ذلك الطين الحقير ثم سرد المبررات الأخرى ليظهر بأن لا فرق بين غني وفقير من الناس.
وقد حوى معجم القصيدة الشعري مفردات ومصطلحات متناقضة ليوازن بينهما ويجعلهما في الميزان.
والشاعر ايليا ابو ماضي قد عانى من أثار التفرقة العنصرية عندما هاجر إلى امريكا حيث ينظر الأمريكي الى غيره نظره دونية باستعلاء وتكبر كأنهم ليسوا أناس مثله.
وفق الله الجميع