كتاب الطالب تربية إسلامية الصف العاشر الفصل الثاني
تقديم
الحمد لله الأعز الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام علی سیدنا ونبينا محمد المبعوث رحمة لجميع الأمم وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
يسر فريق تأليف مادة التربية الإسلامية أن يقدم إلى أحبائه وأبنائه الطلبة كتاب التربية الإسلامية في ثوبه الجديد، راجين من الله تعالى أن يزداد به علمهم، وتتوسع به مداركهم، وترتقي به أخلاقهم، إنه هو السميع المجیب
وقد اعتمد هذا الكتاب في بنائه مدخل الوحدات؛ حيث تضمنت كل وحدة موضوعات متنوعة تمثل مجالات المنهج ومحاوره بصورة متكاملة من الوحي الإلهي، والعقيدة، وقيم الإسلام وآدابه، وأحكام الإسلام ومقاصده، والسيرة النبوية والشخصيات، والهوية الوطنية والقضايا المعاصرة.
حرص الكتاب على ترجمة معايير المنهج إلى محتویات شاملة، وحدد نواتج التعلم في بداية كل درس تحت عنوان أتعلم من هذا الدرس). وتكونت الدروس من
- مقدمة تحمل عنوان (أبادر لأتعلم).
- عرض تحت عنوان (أستخدم مهارتي لأتعلم).
- خاتمة بعنوان (أنظم مفاهيمي).
ثم تأتي أنشطة الطالب التي ركزت على ثلاثة أنواع
الأنشطة العامة لجميع الطلاب وهي (أجيب بمفردي).
الأنشطة الإثرائية للطلاب المتميزين وهي (أثري خبراني).
الأنشطة التطبيقية وهي (أقيم ذاتي)
كما وازن الكتاب بين المعرفة الدينية والأنشطة التعليمية، حيث قدم المعارف والمفاهيم الدينية اللازمة للطلاب، وفتح لهم مجال الاستزادة والإثراء عبر الأنشطة التعليمية الصفية في الوقت نفسه
واستهدف الكتاب تحقیق سمات الطالب الإماراتي، وتعزيز ولائه وانتمائه لوطنه، وتحصينه من أفكار التطرف والإرهاب، وتنمية مهارات القرن الحادي والعشرين، ومهارات التفكير، وتحقيق متطلبات التنمية المستدامة
وركز الكتاب على المعارف والمفاهيم الدينية التي يحتاجها الطلبة، وربطها بحياتهم المعاصرة، وفق تعاليم الإسلام السمحة المتسمة بالاعتدال والتوازن، والتوسط والتسامح، والحب والسلام، والتلاحم والوئام، واحترام الكرامة الإنسانية، ونبذ العنف والكراهية، وتأكيد الإيجابية والمسؤولية الفردية والمجتمعية، واهتم بتنمية المهارات الأدائية الخاصة بالتربية الإسلامية، واعتنى بالقيم الإسلامية لبناء شخصيات واعية تتمسك بدينها، وتعتز بتراثها، وتسهم في بناء وطنها، وتفتح آفاق التعاون لتعزيز القيم الإنسانية المشتركة
تعددت الأنشطة التعليمية وتنوعت لكي تسهم في تنمية التفكير الناقد لدى المتعلمين، وهو متطلب معاصر يحضن الطلاب من الأفكار غير السوية والتقليد غير الرشيد، وينمي التفكير الإبداعي والابتكاري الذي تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تحقيقه من خلال رؤيتها "متحدون في الطموح والعزيمة" - بحلول عام 2021 إلى أن تكون من أفضل دول العالم، كما ينمي مهارات حل المشكلات في الحياة واتخاذ القرارات السليمة في الوقت المناسب، كما يسهم في صقل قدرات الطلاب، وتوعيتهم باستثمار الإمكانات المادية والبشرية، والمحافظة على ثروات الوطن وتنميتها
نأمل أن تعين طريقة عرض الموضوعات أبناءنا الطلبة على توظيف سبل التعلم لديهم من الملاحظة، والتفكير، والتجريب، والتطبيق، والتعلم الذاتي، والبحث والاستقصاء، واستخلاص النتائج القائمة على الأدلة والبراهين
وإذ نقدم هذا الكتاب لأبنائنا الطلاب والطالبات نرجو الله أن تتحقق الفائدة منه، من تحقيق لمعاییر تعلم التربية الإسلامية، وتنمية المهارات التفكير والأداء؛ لإعداد جيل قادر على الإبداع والابتكار، ومواجهة التحديات، ورفعة الوطن.
والله ولي التوفيق
فريق تأليف مادة التربية الإسلامية
ولله المثل الأعلى:
يضرب الله - تعالى - الأمثال في كتابه العزيز؛ ليقرب للأفهام ما بعد عنها، ويكشف ما ستره المغريات، فكر للناس قصة أخوين، ورث كل منهما مالا، أما أحدهما فاشترى به أرضا، وزرعها عتبا، وأحاطها بالنخل، وجعل فيها من أصناف الزروع ما شاء الله - تعالى - وأنعم عليه فأجرى له نهرا في أرضه، حتى أينعت البساتين، وعجت بأصناف الثمار، وصار له خدم وحشم كثير، وأما الآخر فقد أنفق ماله في طاعة لله، فلما التقيا وتذاكرا أحوالهما، قال الأول لأخيه: { أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ، مفتخرا بكثرة ماله وولده وعزوته، وبدأ الغرور يملأ قلبه، فنظر إلى أمواله وبساتينه فنسي فضل الله تعالى عليه، ونسى قدرته جل وعلا على أن يرزق غيره كما رزقه، أو يقبض عنه الرزق كما قبضه عن غيره، فقال: لا أظن أن هذا المال يفنی، فضل حتى شك في قيام الساعة، و تجرأ على الله فقال: { وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا 4. معتقدا أنه يستحق أفضل من هذا حتى في الآخرة.
ذكره أخوه بعظمة ربه: الذي خلقه من تراب ثم من بويضة ملقحة، لا ترى بالعين المجردة، فكيف ينسى هذا ويستسلم للكبر والغرور، بعد أن جعله الله - تعالى - رجلا، ومتعه بالعافية في بده وعقله وإرادته، ولو سلبه تعالی إحداها لما استطاع أن يفعل شيئا. وذكره بفضل ربه: فقد جعله أكثر مالا وولدا وعزوة، فوجب عليه ذكره وشكره ، (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) . وذگره بقدرة الله: بأن يرق الضعيف الفقير، ويفني جنة القوي بعذاب من السماء، فيجعلها أرضا ملساء زلفة، أو يجعل ماءها يغور (وهو ضد النبع) في باطن الأرض، فلن يقدر على رده
وهلكت الجنتان، ولم يخبر الله - تعالی - بم هلكتا؛ لأنه - سبحانه - قادر على إفنائها بأي سبب وبدون سبب، قال تعالى: { وما يعلم جنود ربك إلا هو 4 (المدثر: 31]، وكأنك تنظر إلى الرجل وقد كساه العجر هو وعزوته، ينظر إليها وقد تهاوت عن عرايشها، فهلك الأصل والقرع، فيلطم كفا بكف حسرة وندما: القضاء كل شيء وأصبح مثل أخيه وتجلت الحقيقة: أن النصرة لله وحده، وأنه سبحانه خير ثوابا من سواه، وخير عاقبة، وقد جعلها للمؤمنين.
أربط
أتأمل قصة الرجلين وأربط بينها وبين دلالات قوله تعالى: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر :
كل من الرجلين اختار طريقه
كل إنسان مسؤول عن اختياره.
الأول: أن يكون عالما بلغ مرتبة الاجتهاد، فهو يجتهد من خلال النظر في الأدلة المختلفة
الثاني: أن يكون طالب علم لم يبلغ مرتبة الاجتهاد، فعليه أن يتبع العلماء المجتهدين، ويبحث ليتدرج في العلم، ویکتسب الخبرة في الترجيح بين الأدلة من مصادرها
الثالث: أن يكون عاما لم يدرس علم الفقه؛ فإنه يسأل العلماء الذين يثق في دينهم وعليهم دون حجة؛ لقوله تعالی: { فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } [النحل: 43).
موقف المسلم من اختلاف العلماء:
- الإفادة من الثروة الفقهية التي تركها العلماء من فتاوى واجتهادات وآراء وتفسير للقرآن وشروح للحديث الشريف.
- احترام آراء العلماء الثقات، والترحم عليهم، والتماس الأعذار لهم إذا أخطأوا
- تقديم الدليل الصحيح من القرآن والسنة على الرأي البشري إن تعارضا، وهذا شأن العلماء دائما، قال الإمام مالك - رحمه الله -: "إنما أنا بشر أصيب وأخطئ، فاعرضوا قولي على الكتاب والسنة"، إلا أن هذا موجه للعلماء، فليس كل من قرأ نصا أخذ بظاهره دون علم، وترك أقوال العلماء، وألغى مذاهبهم
- التخلق بأخلاق العلماء عند الاختلاف، من السماحة وحسن الظن والترحم والذكر بالخير والتواصل معهم، يقول يونس الصدفي: "ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوما في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي، ثم قال: یا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانا و إن لم نتفق في مسألة".
أتأمل وأستنبط
- قال مالك بن أنس - رحمه الله: " لما حج المنصور قال لي: إني قد عزمت على أن آمر بكتبك هذه التي وضعتها فٹنسخ، ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين منها نسخه، وأمرهم أن يعملوا بما فيها، ولا يتعدوه إلى غيره، فقلت: يا أمير المسلمين، لا تفعل هذا؛ فإن الناس قد سبق إليهم أقاويل، وسمعوا أحاديث، ورووا روایات، وأخذ كل قوم بما سبق إليهم، ودانوا به من اختلاف الناس، فدع الناس وما اختار أهل كل بلد منه لأنفسهم"
• أستنبط من موقف الإمام مالك - رحمه الله - أدبا من آداب الخلاف.
انقد :
المواقف التالية مبينا وجه الخطأ فيها، والتصرف الصحيح الذي ينبغي أن يكون
• سمع فتوى لأحد العلماء خالفه الرأي، فتطاول عليه بالكلام
وجه الخطأ
التصرف الصحيح
• تقدم بشكوى ضد إمام المسجد؛ لأنه لا يجهر بالبسملة في قراءة الفاتحة، ولا يدعو دعاء القنوت في صلاة الفجر
- وجه الخطأ:
- التصرف الصحي