نص الاستماع : الوحدة الخامسة / شكرا يا أمي
ليلى طفلة عمرها عشرة أعوام ، طيبة ومطيعة ، تعودت أن تسمع من والدتها كل يوم حكاية قبل أن تنام . بعد أن تعود ليلى من المدرسة تتناول طعامها وتبدأ بإنجاز جميع واجباتها المدرسية اليوميّة ، وعند المساء تتناول طعاما خفيفا ، ثم تغسل يديها بالماء والصابون وتنظف أسنانها بالفرشاة .
ليلى تعشق المطالعة وقصص الأطفال ، التي تحمل أفكارا ممتعة ومفيدة ، فقد تعلمت من خلال القصص كثيرا من المعلومات ، ورافقت السندباد البحري في جميع رحلاته
ومغامراته ، وتعرفت كثيرا من العلوم والمعرفة من خلال قصص الخيال العلمي . لم يقتصر حبها على قراءة القصص فقط ، وإنما كانت تحاول كتابة قصص قصيرة للأطفال ، لذلك كانت دائما تسجل بعض أفكار القصص التي ترغب في كتابتها في دفتر ملاحظاتها الصغير . في يوم العطلة ذهبت ليلى مع والدتها إلى المكتبة العامة ، وبحثت بين الكتب فوجدت كتابا مشوقا يتحدث عن كيفية كتابة قصص الأطفال ، وبسرعة تناولت الكتاب وجلست على منضدة صغيرة ، وأخرجت دفتر ملاحظاتها وبدأت تقرأ وتدون كل ما يفيدها من معلومات عن هذا الموضوع .
بعد أن عادت ليلي إلى البيت ، بدأت تبحث عن فكرة لقصتها وبدأت تراجع الأفكار التي كانت تُدونها ، ثم توجهت إلى درج صغير قريب من سريرها لكي تخرج قلما ، فشاهدت صورتها عندما كانت طفلة صغيرة بعمر سنتين ، وهي تجلس في حضن أمها التي فتحت لها كتابا ملونا ، وهي تنظر إلى الصور باهتمام . ابتسمت ليلى وقالت : وجدت فكرة القصة، إنها رائعة ومفيدة . وبسرعة أمسكت القلم وبدأت تكتب بخط جميل ، وبعد أن انتهت من كتابتها أخذت ترسم بأقلام ملونة بعض الرسوم التوضيحية للقصة ، وبعدها رتبت أوراق القصة ، وكتبت عنوانها بخط كبير على صفحة ملونة .
فجأة ، دخلت والدتها وجلست قربها ، وقبل أن تفتح كتاب الحكايات الذي جلبته لها ، أخرجت ليلى القصة التي كتبتها وأعطتها لوالدتها وقالت لها : أريدك أن تقرئي هذه القصة التي كتبتها قبل قليل ، إنّها أول قصة أكتبها .
فرحت الأم كثيرا بذلك وبدأت تقرأ القصة باهتمام ، وحين أكملت قراءتها حضنتها بفرح وقالت لها : أنا فخورة بك يا ليلى ، لقد أصبحت اليوم كاتبة لقصص الأطفال .
ضحكت ليلى وهي تنظر إلى أنّها وقالت : أهديت قصتي الأولى لك ؛ لأنّك أول من ساعدني على ذلك ؛ أنت وفرت لي كل شيء ، وكنت لي عونا كبيرا ، أعترف بفضلك على منذ الصغر ، شكرا لك يا أمي .