مراجعة عامة نهائية اللغة العربية للصف التاسع الفصل الثالث
غطاء الفراش
لم أزر هولندا منذ أوائل ١٩٣٩ حين ذهبت لأحضر منها جدتي إلى أمريكا، وكان المفروض وقتئذ أن جدتي ستمضي معنا في أمريكا ستة أشهر فحسب، بيد أن زيارتها قد امتدت ثماني سنوات ، حتى بدا أنها لن تعود إلى وطنها هولندا مرة أخرى
ورغم أن جدتي قد رضخت للأمر الواقع، إلا أنها ظلت تأمل في العودة يوما ما، ودأبت تمضي شطرا كبيرا من وقتها تفكر في منزلها في هولندا.
في صيف سنة 1947، عندما أوفدتني الشركة التي أعمل بها في مهمة إلى في بروكسل، ناشدتني أن أنتهز الفرضة وأعرج على هولندا فأزور خالي وزوجته، وأعود إليها بتقر ير وافي عن كل شيء، وبخاصة عن غطاء فراش من الصوف كانت تعتز به كثيرا!
وعندما زرت خالي وزوجته، وجلست أتحدث إليهما في غرفة الاستقبال الهولندية الطراز، حيل إلي أن كل شيء يجري على مألوف عادته، وأنه لم يطرأ أي تغير مطلقا طول هذه الأعوام التي تلت سنة 1939، وأن البيت مازال
قائما كعهدي به، وحسبي أن ألقي نظرة واحدة من خلال النافذة لأرى الفضاء المحيط به وقد أحاطته ظلال، كانت يوما من الأيام ميدان مولبورج، قلب المدينة النابض
وإن كان خالي وزوجته قد ظلا على قيد الحياة، واجتازا محنة الحرب القاسية بسلام، فقد كان يبدو على قسمات وجهيهما ما ينبىء بأن الأمور لم تعد كما كانت من قبل، وقد حاولث مرارا، خلال الأيام التي أمضيتها معهما. أن أعرف السبب، ولكنهما لم يسمعاني شيئا من قصص الحرب والحوادث والأحداث التي مرت بهما وعانيا من ويلاتها، فكنت أعتقد أحيانا أنهما ينشـدان النسيان، و رجح أحيانا أخرى أنهما قد سبق وتحدثا عن الحرب بما فيه الكفاية حتى سئما هذه الذكريات الأليمة، أو أن هذه السنين المريرة تحوي في طياتها ما لا يقو يان على ذكره وروايته.
لقد كنت واثقا في قرارة نفسي أن التغير الحقيقي لصمتهما هذا، ليس شيئا مما تخيفه أو رجحته، وربما لا يعدو أن يكون من مظاهر الكياسة واللباقة لشعورهما أن التجارب التي مرت بنا - معشر الأمريكيين- في الحرب، لم تكن سهلة ولا يسيرة، فليس إذا من الذوق السليم أن يتشدقا بما أيداه الهولنديون من ضروب الشـجاعة والبأس !
وأخيرا، وجدث الشجاعة لأسألهما عن غطاء الفراش المصنوع من الصوف ، وذكرت لهما مبلغ اهتمام جدتي به؛ لأنه من صنع يديها، وقد فك سؤالي هذا عقدة لسانيهما وراحا يحدثاني عن قصة غطاء الفراش، ولعلهما اعتقدا أن بوسعي أن أفهمهما بسهولة وأقدرهما.
قالت زوجة خالي:
- أرى أن جدتك أيضا ستعجب بها وتقدرها حق قدرها. ومضت تروي القصة.
- يجدر بك أن تدرك أولا أننا كنا في امس الحاجة إلى الشحم، فلا دهن ولا زيت ولا شيء من هذا القبيل كان في متناول اليد إبان الحرب، وعقب زوجها على الكلام بصوت حالم كمن يستعد ذكريات بعيدة:
- لقد كنت أحلم في بعض الليالي بفطيرة مصنوعة بالزبدة... ألا يبدو هذا سخيفا الآن؟ لم يكن سخيفا وقتذاك. لقد كنا نتلهف على الشحم والدهن كما يتلهف العاشق على حبيب غائب !
فأومأت زوجة خالي برأسها، وكأنها قد ارتاحت إلى هذا التعبير ، وتسرح بنظراتها إلى عالم بعيد بيتما استطرد خالي:
- في ذلك الوقت كانت النقود عديمة القيمة؛ لأن الناس في حاجة إلى مواد... إلى أشياء نافعة مفيدة... أشياء يحتاجون إليها. لقد تخلصنا من الجواهر والحلي التي نملكها على التوالي... ثم تحررنا تدر يجيا من كل ما لدينا من كماليات يمكن الاستغناء عنها.. وأصبح المنزل عاريا تماما من الرياش الذي يمكن بيعه أو استبداله... ولم يبق سوى غطاء الفراش".
إني أذكر هذا الغطاء تماما... لقد كانت، أمي تحرص أن تضعه محبكا تماما عند الأقدام فوق سر يرها الضخم . لقد كان من الصوف الأسود... وقد حيك على نمط بديع من الرسوم الهندسية المستديرة والبيضاو ية.
وأضافت زوجة خالي في صوت رقيق بدت فيه رنة اعتذار وأسف:
- أخشى أن أكون السبب في فكه وحل حياكته... ولكنني كنن جائعة... لقد كنا في محنة. فرد خالي بسرعة كمن ينفي عن نفسه التهمة:
- أجل.. لم أفكر أنا في ذلك. فاستطردت زوجته.
- كانت الجوارب لا تقدر بثمن، ولم يعد عند أي فرد جوارب. ولهذا عمدت إلى حل حياكة ركن واحد من الغطاء. ركن واحد فقط، وحكت من الصوف زوجا من الجوارب المتينة الثقيلة السوداء... قد كان جوربا رائعا. فقال خالي مغتاظا:
- أجل، لقد اشتهيت هذا الجورب لنفسي صراحة... ولكن أشار بيده في حركة تسليم و إذعان واضعا يده على معدته
- لقد كنت جائعا أنا الاخر.. فأخذت الجورب ذات ليلة إلى مزارع أعرفه. وعدت حاملا رطلين من الزبدة الطازجة فلمعت عينا زوجة خالي وقالت بلهفة:
تعرف على العنصر الادبي الآتي
يعد الاستباق من تقنيات توظيف الزمن في الكتابة القصصية أو الروائية، ويمكن تعريفه بأنه ظهور علامات في السرد توجه القارىء نحو نهاية القصة، فهو استشراف الحدث الرئيسي في القصة بوساطة أحداث أولية تشير الى ذلك الحدث، أو توجه ذهن القارى نحو التنبؤ- به. واكثر ما يضيفه الاستباق إلى الحكاية أنه يضع القارىء في حلة من الترقب والانتظار؛ إذ تعمل الإشارات والتلميحات التي تشير الى الحدث المستقبلي على أن يكمل القارىء قراءة النص حتى يعلم ماذا سيحدث، وهل ستطابق النهاية ما كان قد خمنه هو أم لا ولكن الروية لا تكتمل إلا بعد أن ينتهي القارىء من القصة كاملة.
وأبرز ما يتصف به الاستباق هو أنه لا يجزم بالنهاية، ولكنه يبقي القارىء معلقا ينتظر؛ ولذلك يعد عنصرا من عناصر التشويق إذا استخدم بذكاء. وليس شرطا أن تأتي النهاية بحسب ما توقعه القارئ، بل أحيانا قد تأتي مخالفة تماما لكل التوقعات، فتشكل عنصر مفاجئ للتوقعات
1- ما الفكرة العامة في القصة (غطاء الفراش) ؟
بيان مدى تأثير الحروب وقسوتها على حال الشعوب.
بيان أهمية صلة القرابة.
بيان كيفية وألية حياكة الصوف.
بيان أهمية المقايضة وأثرها على المجتمع.
2- لم أزر هولندا منذ 1939 حين ذهبت لأحضر منها جدتي إلى أمريكا، وكان المفروض وقتئذ أن جدتي ستمضي معا في أمريكا ستة اشهر فحسب. يدل كلام الراوي فيما سبق على أن جدته :
سافرت في موعدها المحدد.
سافرت قبل انتهاء ستة أشهر على زيارتها.
طالت فترة زيارتها عندهم.
اقترب موعد سفرها إلى موطنها الأصلي
3ـ عندما زرت خالي وزوجته، وجلست اتحدث اليهما في غرفة الاستقبال الهولندية الطراز، خيل الي أن كل شيء يجري على مألوف عادته. ما دلالة الفعل الملون السابق ؟
تأكده يأن كل شيء على ما يرام
توقعته ذهبت في اتجاه إيجابي
ما رأه كان متوافقا مع توقعاته.
توقعاته لم تكن في محلها.
4- في صيف سنة 1947 عندما أوفدتني الشركة التي أعمل بها في مهمة إلى بروكسل، ناشدتني جدتي أن انتهز الفرصة، وأعرج على هولندا فزور خالي وزوجته، وأعود إليها بتقرير واف عن كل شيء، وبخاصة عن غطاء فراش من الصوف كانت تعتز به كثيرا. ما الحدث الرئيسي في الفقرة السابقة ؟
سفر الراوي لتأدية مهمة أوكلت اليه.
رغبة جدة الراوي في العودة الى منزلها.
زيارة الراوي لخاله وزوجته.
سؤال الجدة عن غطاء الفراش.