كتاب النشاط الاجتماعيات للصف الحادي عشر الفصل الثاني 2021-2022
تقديم
تمثل مواقع العين الثقافية المدرجة على لائحة (اليونسكو) للتراث العالي جزءا أساسيا من السمات الحضارية المميزة لإمارة أبو ظبي، ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل أوسع، ولذا فإن دائرة الثقافة والسباحة - أبو ظبي تحرص على بذل كل الجهود الممكنة لاستدامتها والمحافظة عليها للأجيال الحالية والقادمة، بعد أي أصبحت هذه المواقع رمزا ومكونا رئيسا للهوية الثقافية والوطنية لأبناء دولة الإمارات العربية المتحدة. وذلك انطلاقا من المقولة الخالدة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه "الأمة التي لا ماضي لها هي أمة بلا حاضر ولا مستقبل" حيث تشكل هذه المقولة منهج عمل، وعليها ترتكز الخطوط العريضة لخطتها الإستراتيجية في مجال صون التراث الثقافي لإمارة أبو ظبي، بما يتماشى مع أهداف خطة إمارة أبو ظبي نحو بناء مجتمع مثقف محافظ على تراثه وقيمه الأصيلة.
تضطلع دائرة الثقافة والسياحة - أبو ظبي بمسؤوليات كبيرة، لا تنحصر بالمحافظة على هذا الإرث الغني وديمومته للأجيال القادمة، بل تتجاور ذلك لتنمية الثروة الحقيقية للدولة من خلال تعزيز معارف طلبة الدارس بتاريخهم الحضاري وتراثهم الثقافي، وأساليب صونه والمحافظة عليه ، مما يسهم في غرس مشاعر الولاء والانتماء، وتعزيز الهوية الوطنية، وقيم المواطنة الصالحة في نفوسهم لجعلها جزءا لا يتحزأ من سلوكهم وثقافتهم اليومية، وذلك بمنهحية تعليمية منشطة تلبي متطلبات أساليب التربية الحديثة الي تسهم في الارتقاء بمخرجات التعليم بما يواكب المستجدات العالمية الي تشهدها الميادين التربوية.
إنه لمن دواعي فخرنا واعتزازنا أن نصدر دائرة الثقافة والسياحة - أبو ظبي هذه الحفيبة المتكاملة لتسليط الضوء على أول موقع إماراتي يتم إدراجه على قائمة التراث العالمي للبشرية في منظمة (اليونسكو)، في خطوة تكاد تكون الأولى من نوعها على مستوى مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول المنطقة ككل لتحوز بذلك دولة الإمارات العربية المتحدة قصب السبق في إدماج تراثها الثقافي في منظومة المناهج التعليمية المقررة لمدارس الدولة الحكومية منها والخاصة.
إن مكانة مدينة العين التاريخية وحضارتها التي تعود إلى آلاف السنين، ابتداء من العصر الحجري وحتى العصر الحديدي في جبل حفيت، ومستوطنات هيلي، ومدافن بدع بنت سعود، وأفـلاج وواحات العين الست؛ تشكل نقطة بداية ولبنة أولى في مشروع ريادي وطموح تهدف من خلاله إلى الكشف عن مكنونات الترات الثقافي في إمارة أبو ظبي والحفاظ علبه والترويج له.
محمد خليفة المبارك
رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبو ظبي
اتفاقية التراث العالمي
هي اتفاقية دولية تمت المصادقة عليها من قبل المؤتمر العام لليونسكو في عام 1945.
وقد صادقت عليها (186) دولة، وتعـد أهـم أداة قانونية دولية لتحديد وصون وعرض كل من المواقع الطبيعية والثقافية ذات القيمة العالية الاستثنائية، وحمايتها والمحافظة عليها وإصلاحها ونقلها إلى الأجيال المقبلة. وتقوم الاتفافية على أساس أن بعض الأماكن على وجه الأرض هي ذات قيمة عالية استثنائية ولذا ينبغي أن تشكل جزء من التراث المشترك للبشرية، وقد وضعت الاتفاقية معايير وشروط تسجيل الممتلكات في قائمة التراث العالمي من أجل تقدير القيمة العالية الاستثنائية للممتلكات، وتوجيه الدول الأطراف فيما يتعلق بحماية ممتلكات التراث العالي وإدارتها. ونصت الاتفاقية على إنشاء لحنة التراث العالمي وصندوق التراث العالمي. وتضم قائمة التراث العالمي حاليا ممتلكا تراثيا موزعة على (167) بلدا عضوا في (اليونسكو) منها (845) موقعا ثقافيا، و(2o9) طبيعيا، وهناك (38) موقعا مختلطا
كيف تعمل اتفاقية التراث العالمي ؟
تعمل الاتفاقية من خلال لحنة التراث العالمي وهي الهيئة المسؤولة عن تنفيذ الاتفاقية. وقد وضعت معايير دقيقة لتسجيل الممتلكات على قائمة التراث العالمي، وتقديم المساعدة الدولية.
وقد تمت مراجعة المبادئ التوجيهية لتنفيذ اتفاقية التراث العالمي من قبل اللجنة المذكورة
دولة الإمارات العربية المتحدة وحماية التراث الثقافي العالمي في ضوء المبادرة الإماراتية الفرنسية المشتركة لحماية التراث الثقافي المعرض للخطر
أعلنت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فرنسا عن مبادرة لإقامة شراكة دولية جديدة، تهدف إلى حماية التراث الثفاقي الإنساني في فترات النزاع المسلح، أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب الفائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، وذلك خلال مؤتمر حماية التراث الثقافي المعرض للخطر، الذي عقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي في ديسمبر من العام 2016، برعاية منظمة (اليونسكو) وبمشاركة قادة وزعماء عدد من دول العالم وجهات ومؤسسات حكومية، وخاصة من المجتمع الدولي تمثل 4O دولة معنية بالحفاظ على التراث العالمي، إضافة إلى نخبة من المختصين والخبراء في هذا المجال، و ذلك بهدف صياغة أهداف عملية ومستدامة للحفاظ على الموارد الثقافية القابلة للنقل والثابتة بصورة فاعلة، ووضع حد للتهديدات المتزايدة التي تتعرض لها هذه الموارد في دول العالم خلال فترات النزاع المسلح، و جراء الأعمال الإرهابية، والإنجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية. ومن بين الحالات التي دفعت دولة الإمارات العربية وجمهورية فرنسا إلى إقامة هذه الشراكة و دعم تفويض (اليونسكو) لحماية التراث الثقافي خلال فترات النزاع والتدمير والتخريب الممنهج للمواقع والمعالم الحضارية
ووصل إلى أبو ظبي فريق يرأسه عالم الآثار البروفسور (بيتر جلوب) ويساعده (جفري بيبي)، وبعض علماء الآثار الدنماركيين عام 1958م فأكد عند رؤيته لهذه الأطلال أنها حضارة موغلة في القدم، و أن هذه الأطلال تحتاج إلى تنقيب علمي منتظم لإماطة اللثام عنها، فما كان من شيوخ أبو ظبي آنذاك إلا الاتفاق معه على التنقيب في هذه التلال والأطلال عام 1959. و أثناء زيارة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - وكان آنذاك ممثلا للحاكم في المنطقة الشرقية من إمارة أبو ظبي - لجزيرة أم النار في ذلك العام دعا الفريق إلى زيارة العين ليطلعهم على مدافن جبل حفيت ومواقع أثرية أخرى.
إن رؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - الثاقبة جعلته يرنو إلى المستقبل بعيني رجل أدرك أن نهضة الأمم إنما تبنى على تراثها الموغل في القدم، و ما كانت حضارة العين إلا أنموذجا لهدا التراث العريق. و من هذا المنطلق وجه - رحمه الله - الدعوة إلى البعثة الدنماركية التي كانت تنقب في جزيرة أم النار لزيارته في العين عام 1959. وبعد عملية مسح قصيرة في منطقة هيلي تمكن الدنماركيون من اكتشاف مدافن و بعض المستوطنات السكنية، وقد بلغ عدد مدافن هيلي التي قام بالتنقيب فيها كل من البعثة الدنماركية و الفريق الحلي و البعثة الفرنسية ما يزيد عن العشرات من هذه المدافن.
لقد كان التنفيب عن الآثار لدى المغفور له - بإذن الله - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هما سخصيا فأنشأ عام 1969م أول دائرة محلية للآثار والسياحة في الإمارات المتصالحة ومقرها في مدينة أبو ظبي ثم انتقلت بعد ذلك إلى مدينة العين، نظرا للأهمية الأثرية والحضارية للمدينة و لما تحتويه من مواقع أثرية وواحات ومستوطنات