كتاب الطالب التربية الأخلاقية للصف الحادي عشر الفصل الثاني
مقدمة
في هذا الدرس سنقوم بدراسة كيفية اختلاف القيم والقضايا الأخلاقية من وجهات النظر الثقافية المختلفة، وبالرغم من أننا لاحظنا في الدرس السابق أن هناك قيما تؤمن بها ثقافات متعددة، إلا أن بعض الثقافات ما تزال تحتفظ بقيمها ومعتقداتها الخاصة في السياق العالمي.
أصل الثقافة والأخلاق الثقافية
كما طالعنا في الوحدة الثالثة في الصف العاشر نحن لا نولد بثقافة بعينها، ولكننا نتعلم ثقافتنا وأخلاقنا الثقافية من الناس والبيئة حولنا، وتؤثر الثقافة على كل جوانب حياتنا: من اللغة التي نتحدثها، والدين الذي نعتنقه، وسلوكنا وأسلوبنا، وكيفية حل مشاكلنا وبحثنا عن حلول، وصولا إلى الطريقة التي نطور بها العلاقات.
بالنظر لكل هذه الجوانب، فمن أين تأي قيمك ومعتقداتك الخاصة؟ وهل تعتقد أنك تتعلمها من أسرتك وأصدقائك، أم أنها تتطور بسبب ما تراه على وسائل التواصل الاجتماعي؟ دعنا ننظر إلى هذه الجوانب بالمزيد من التفصيل.
أهمية القيم
تؤثر القيم على طريقة تفكيرنا، وكيفية تعبيرنا عن أنفسنا، والطريقة التى نظهر بها من خلال تصرفاتنا، فالقرارات التي نتخذها بشكل يومي هي انعكاس لقيمنا ومعتقداتنا كما أنها تساعدنا على النمو والتطور، وقد تكون القيم إيجابية أو مقيدة، على سبيل المثال: الثقة، والأمانة، والمسؤولية، كلها قيم إيجابية، بينما توجيه اللوم والتلاعب يمكن أن تكون قيما مقيدة، أو مبنية على الخوف.
القيم هي جزأ لا يتجرأ من كل شيء مهم وله قيمة في الحياة، ويمكن أن توجه أفرادا، ومجتمعات، ومؤسسات في سلوكها وتفاعلاتها مع الآخرين، لقد تعلمتم فيما سبق الفروق بين الثقافة المرئية وغير المرئية في الوحدة الثالثة في الصف العاشر، وهنا سوف
تبنون على هذه المعرفة لاكتشاف الجوانب «الخفية» من قيم ثقافات مختلفة.
حان وقت التفكير
كيف تعتقد أن قيمك الفردية قد تطورت ؟
هل نغش أم لا نغش ؟ العيش في انسجام مع قيمنا قد يساعدنا في الشعور بالتحفيز والرضا، ولننظر إلى نموذج الغش في الامتحان، يجب أن يتم اختيار القيم بحرية، لذلك فإذا لم تغش في الامتحان لأنك تعلم أنه ستكون هناك عواقب، أو لأن سلطة ما طلبت منك عدم الغش، إذن فأنت لا تتصرف بحرية وبدافع من قيمك أو أمانتك أو نزاهتك، أنت تختار قيمة من بين بدائل أخرى، وكذلك إذا لم تغش لأنك تقوم بالامتحان في غرفة لا توجد بها مصادر يمكنك مطالعتها، مثل هاتفك الذي، أو كتاب المادة، فلن يمكنك القول بأنك اخترت عدم الغش، عندما تشعر بقيمة شيء ما فهذا يعني أن له تأثير إيجابي بالنسبة لك، لذلك فإذا اخترت عدم الغش لأن هذه قيمة تحس معها بشعور طيب تجاه نفسك، فهذا يعنى أنك تحب أن تكون صادقا، فامتلاك قيم مثل الصدق والنزاهة سيكون واضحا في حياتك وربما يظهر في تصرفاتك وسلوكك اليومي.
نحن نعيش في سياق عالمي معقد ومتعدد الثقافات، ونجد أنفسنا بشكل متزايد في مواقف يمكن أن نواجه فيها تحديات وخيارات متعلقة بالطريقة التي نمارس بها حياتنا والطريقة التي نرى بها الثقافات الأخرى، إذا طورنا المزيد من الوعي بقيمنا ومعتقداتنا الفردية، فهل نقرر الحفاظ عليها أم نفكر في قدرتنا على التكيف مع العالم المتغير، هذا مرتبط بفكرة أن تكون ذكيا ثقافيا، بمعنى أن تظل مخلصا لمبادئك، ولكن في الوقت نفسه تحاول فهم قيم الثقافات الأخرى وإيجاد أرضية مشتركة.
قيم الثقافات المختلفة
بالرغم من أننا لاحظنا في درس سابق أن هناك قيما عالمية تنعكس عبر الثقافات، مثل السلام العالمي وحقوق الإنسان، إلا أن الأخلاق الثقافية تعكس قيم وأخلاق ثقافة ما، وقد يكون لها تأثيرات على الطريقة التى تدار بها تنمية هذا المجتمع، وقوانينه، وبالتالي، السياسات وطريقة التعامل مع الثقافات الأخرى، ولهذا أيضا تأثير على
الطريقة التي ستدير بها الثقافة تكيفها الخارجي وتعاملها الداخلي مع التحديات.
ولنتعرف الآن على بعض الاختلافات من زاوية الفروق الممكنة بين قيم ورؤى الثقافات المختلفة.
الفردية مقابل الجماعية؛ تذكر العمل الذي قمت به في الوحدة الرابعة في الصف العاشر، على أنواع المجتمعات، حيث تعرفنا في هذه الوحدة على الثقافات الجماعية والفردية، وتقدر الثقافات الفردية حقوق الفرد واستقلاليته، وتعتبر القيم التي تركز على الاعتماد على الذات، والاستقلال، صفات إيجابية. وعادة ما تركز الثقافات من هذا
النوع على الاعتقاد بأنه يجب على البشر أن يكونوا قادرين على حل المشاكل وتحقيق الأهداف دون مساعدة من الآخرين، ومن أمثلة الدول التي يمكن أن توجد بها هذه الثقافات: الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وهولندا، وأستراليا.
على الطرف الآخر من المقياس توجد الثقافات الجماعية، وتقدر هذه الثقافات قيمة السلوكيات التي ينظر إليها باعتبارها تعزز التوافق الاجتماعى وتهتم بالتأثيرات على المجموعة وليس الفرد، ويعتبر العمل الجماعي من أجل الصالح العام على درجة بالغة من الأهمية، كما نشاهد في اليابان وكوريا الجنوبية.
نقطة للمناقشة ما هما الاختلافان الرئيسان بين الثقافات الجماعية والفردية ؟ وما الذي يمكن أن يؤثر على كلا الثقافتين لتصبحا أكثر فردية أو جماعية ؟
ما هي الآثار الإيجابية ؟
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ووسائل الإعلام العالمية والاجتماعية وسائل تواصل قوية للغاية، و قد أدى استخدامها إلى تغيير جذري في الطرق التي يعيش بها البشر ويعملون و يتواصلون و يتعلمون، و لا تزال تؤثر في الطريقة التي نرى بها العالم ونتفاعل معه، و تلعب الروبوتات و أجهزة الكميوتر أدوارا في كل شيء من الرد على المكالمات ومتابعة طلبات العملاء، إلى القيام بعمليات جراحية واستكشاف البيئات التي لا يستطيع البشر الوصول لها، مثل قاع المحيط.
ويعني التوسع الهائل في الإعلام العالمي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن البشر يستطيعون التواصل مع بعضهم البعض في «الوقت الحالي»، وأن التواصل الدولي أسهل وأكثر فعالية، كما يستطيع البشر العمل في دول مختلفة، مع إمكانية التواصل مع زملائهم فى العمل والمشاركة في اجتماعات عبر الشبكة العنكبوتية، وبإمكاننا الآن التحدث إلى أسرنا وأصدقائنا الذين يعيشون في مناطق أخرى من العالم، وبإمكاننا كذلك الوصول إلى معلومات عن كل أنحاء العالم، وتجربة أشياء لا نعرف عنها سوى القليل أو حتى لا نعرف عنها شيئاعلى الإطلاق.
يمكننا أن نتعلم عن ثقافات أخرى، وأن نكون أكثر انفتاحا وتفهما تجاهها، فالبشر يكتبون مدونات على الشبكة العنكبوتية ويرفعون صورا عن حياتهم و تجاربهم، والتي يمكن مشاركتها في جميع أنحاء العالم، بما يلقي الضوء على ثقافات وسلوكيات ومعتقدات مختلفة، و يستطيع الطلاب من جميع أنحاء العالم الحصول على معلومات من أجل مشاريعهم، وتدرس الدورات الجامعية على الشبكة العنكبوتية حيث يتفاعل المشاركون في فصول دراسية عبر الشبكة العنكبوتية، وربما يعيش هؤلاء المشاركون في دول مختلفة، و لكنهم يعملون معا لتبادل الأفكار، و التعلم من بعضهم البعض وإيجاد طرق جديدة للعمل، ومع المزيد من الانفتاح على العالم، يستطيع البشر تطوير الوعي، ليس فقط بثقافتهم ولكن بثقافات أخرى في العالم، لقد وفرت وسائل التواصل الاجتماعي أداة فعالة للبشر ليجتمعوا معا حول قضايا يؤمنون بها.