كتاب الطالب التربية الأخلاقية للصف العاشر الفصل الثاني 2020-2021

كتاب الطالب التربية الأخلاقية للصف العاشر الفصل الثاني 2020-2021

كتاب الطالب التربية الأخلاقية للصف العاشر الفصل الثاني 2020-2021

حان وقت التفكير 

فكر في يومك الأول في مدرسة جديدة أو عند انتقالك إلى حي سكني جديد. ما هو شعورك؟ هل كنت متوترا أم قلقا؟ لماذا؟ ولماذا لا؟ 

أساسيات الصدمة الثقافية في الثقافة الجديدة، سيختلف كل شيء تقريبا، حتى ما نعده أساسيا كطرق الترحيب والتحية أو عرض مساعدة لشخص ما ويحدد بعض الباحثين هذه الأساسيات كالتالى: الآثار العاطفية، والسلوكية، والمعرفية للصدمة الثقافية ويمكن رؤية البعد العاطفي في المراحل الأولى للصدمة الثقافية، فقد يشعر الأشخاص بالقلق، وعدم الارتياح، والارتباك، جنبا إلى جنب مع رغبة قوية في الهروب أما البعد السلوكي، فلا يدرك الأشخاص أو ببساطة لا يفهمون السمات والقواعد التي تنظم التواصل في البيئة الجديدة على سبيل المثال، فقد لا يعرفون طريقة بدء المحادثة أو كيفية التصرف بشكل مناسب وفهم الإشارات السلوكية. أما البعد المعرفي، فإن الأشخاص الذين يعانون من صدمة ثقافية سيجدون صعوبة في فهم وتفسير السلوكيات التي يلاحظونها من حولهم. 

الاختلافات اللغوية اللغة هي أحد المفاتيح التي يمكنها مساعدتنا على فك ألغاز الثقافة. وتظهر التحديات المشتركة عندما يحاول أشخاص من ثقافات مختلفة التواصل فيما بينهم ، وتسمى تلك العقبة ب«حاجز اللغة»، ويشمل هذا أيضا اختلاف اللهجات والطلاقة في اللغة ذاتها وعلى الرغم من أنه في مجتمع متعدد الثقافات كدولة الإمارات العربية المتحدة تكون اللفة الإنجليزية هي اللغة الأشهر في التواصل، فإن بعض المقيمين أبعد ما يكونون عن الكفاءة في استخدامها، وقد يجدون صعوبة في إيصال ما يريدون قوله بل ربما يكونون غير قادرين على توصيله. حتى إذا درست لغة المكان الجديد، فقد تسبب اللهجات المختلفة واللهجة العامية لك بعض المشاكل. وبالإضافة إلى ذلك، لا تترجم الكلمات والتعبيرات بالضرورة المعان من لغة إلى أخرى على وجه الدقة، وهو ما قد يؤدي إلى شعور بعض أفراد المجتمع المتعدد الثقافات بالعزلة أو الإحباط بسبب عدم قدرتهم على توصيل رسالتهم عبر لغة ثانية وفي نهاية الأمر،  سيتعذر عمل هؤلاء الأشخاص في ثقافة غير مألوفة بالنسبة لهم، وتقل مشاركتهم  وحماسهم، بل قد يصل الأمر إلى أن يصيروا عقبة أمام تقدم ورفاهية مجتمع الثقافة 
الجديدة ككل. 

مفهوم الوقت لا تنظر كل الثقافات للوقت بنفس الطريقة بالنسبة لبعض الثقافات، يكون الالتزام بالمواعيد أمرا مهما للغاية ولكن مع ذلك، قد تعطي ثقافات أخرى الأولوية للعلاقات مع مرور الوقت على سبيل المثال، إذا وصلك ضيوف بشكل مفاجئ، فمن المتوقع أن تبقى وتقدم واجب الضيافة حتى لو كنت على وشك الخروج كما أن رؤية الثقافة للوقت تؤثر أيضا على كيفية التعامل مع المواعيد النهائية على سبيل المثال، ينظر الأمريكيون الشماليون للموعد النهائي على اعتبار أنه أمر حاسم، سواء في العمل أو في المدرسة ولكن مع ذلك، قد ترى ثقافات أخرى المواعيد النهائية أقل أهمية من النتائج طويلة المدى. 

الصورة النمطية السلبية والتحيز تتسبب الصورة النمطية والتحيز المتعلقين بالأشخاص من الثقافات الأخرى في مشاكل خطيرة في التواصل بل قد تؤدي إلى جرائم خطيرة. وقد تؤدي النزعة العرقية إلى العمل بتعال تجاه الجماعات الأخرى، وعدم التعامل معها بشكل جيد على سبيل المثال، قد يعتقد مدير في شركة دولية أن الموظفين من ثقافة معينة ليسوا بالنشاط الكاف وغير قادرين على القيام بالعمل على الوجه الأكمل، وقد يؤدي هذا التحيز بالمدير إلى معاملة موظفيه بشكل غير عادل. 

المشاعر والعواطف بالمثل، تسيطر بعض الثقافات عل المشاعر، في حين يكون البعض الآخر اكثر ارتياخا في التعبير عن مشاعرهم فالحديث بصوت عال يزعج الرجل البريطاني، على سبيل المثال، لكنه قد يكون مجرد وسيلة للتعبير عن الإثارة بالنسبة إلى الإيطالي إن الاختلافات في مدى تعامل الأشخاص مع مشاعرهم وطريقة تعاملهم معها قد تسبب الخوف كذلك ونتيجة لهذا الخوف، قد يتراجع اصحاب ثقافات مختلفة متجنبين محاولة التواصل على الإطلاق. 

التغلب على الصدمة الثقافية لقد رأينا أن الصدمة الثقافية تتجلى في القلق الناجم عن عدم معرفة ما يجب القيام به أو كيفية التصرف في بيئة اجتماعية جديدة في نهاية الأمر، قد يعيق هذا الأمر قدرتنا على التواصل بشكل فعال ومن أجل التغلب على الصدمة الثقافية، يمكننا أن نعتمد إستراتيجيات مختلفة من شأنها السماح لنا بإزالة الحواجز والتفاعل بشكل أكثر نجاحا في البيئة الثقافية الجديدة. 

 

الفرق بين الحديث ومعدل الفهم 

يتعلق الفرق بين الحديث ومعدل الفهم بالعوائق الشخصية المذكورة أعلاه فبينما يكون معدل الحديث العادي 521 إلى 571 كلمة في الدقيقة الواحدة، فبإمكاننا معالجة وفهم إلى كلمة في الدقيقة الواحدة ويفسر هذا الفرق الكبير بين معدل الحديث ومعدل الفهم سبب ميلنا إلى فقدان التركيز أو التركيز على أفكار أخرى أثناء الإنصات بدلا من توجيه كل اهتمامنا نحو رسالة واحدة. 

في معظم الأحيان، ننصت بشكل انتقائي، مما يعني أننا نولي اهتماما بالرسائل التي تفيدنا بطريقة أو بأخرى ونتجاهل الرسائل الأخرى على سبيل المثال، قد تقرأ الرسائل النصية الخاصة بك بينما تنصت إلى التلفزيون وفجأة تحول انتباهك مرة أخرى إلى البرنامج التلفزيوني عندما تسمع خبرا مهما في نشرة الأخبار. 

مشاكل مع المرسل 

أحيانا يحدث العائق من جانب المرسل وعلى سبيل المثال، تمثل الرسائل غير الواضحة أو الغامضة عقبة أمام مهاراتنا في الإنصات فقد يتسبب الصوت الرتيب، أو التحركات المشتتة، أو الكثير من الوقفات لنا في التحول عن الإنصات أو التوقف عنه بالكامل ويصبح الإنصات أيضا صعبا عندما يحاول المتحدث توصيل كم كبير من المعلومات، وهو ما يعرف أيضا باسم «الحمل الزائد من المعلومات». 

الإنصات المتحيز 

للأسف، قد تمنعنا الطريقة التي نرى بها الآخرين من الإنصات لهم بشكل فعال، فعندما نحكم مسبقا على شخص بناء على هويته أو أفكاره، فإننا عادة ما نتوقف عن الإنصات بطريقة نشطة ونلجأ إلى «الإنصات المتحيز» بدلا من ذلك على سبيل المثال، إذا تلقينا أخبارا سيئة، فإننا نأخذ فقط أجزاء الرسالة التي نريد سماعها والتي تسمح لنا بتجنب ما لا نرغب في مواجهته وقد يحدث التحيز أيضا نتيجة لهوية المتحدث، مثل العرق أو العمر أو المهنة أو المظهر، وقد تقودنا إلى وقف  الإنصات لأننا قررنا بالفعل في عقولنا أننا نعرف ما سيقوله المتحدث. 


عادات الإنصات السيئة 

تتكون المحادثات من سلسلة من المنعطفات، ويمكن أن تكون عادات الحديث أكثر أو أقل أهمية في الثقافات المختلفة وإحدى أكبر المشاكل في عملية المحادثة هي مقاطعة المتحدث، وذلك على الرغم من أنه لا تعتبر كل مقاطعة في الحديث «إنصاتا سيئا» وقد تكون مقاطعة الحديث غير مقصودة، على سبيل المثال قد نعتقد عن طريق الخطأ أن المتحدث قد أنهى حديثه، وما أن نبدأ في الحديث يستأنف هو حديثه، أو قد نكون متحمسين لكلام شخص ما ونرغب في ضم أفكارنا الخاصة للحديث دون انتظار انهائه. 

ومع ذلك، يمكن اعتبار المقاطعة غير المتعمدة إنصاتا سيئا إذا كانت ناجمة عن إهمالنا وعدم القدرة على منح المتحدث اهتمامنا الكامل. على سبيل المثال، إذا كنت تقاطع عن غير قصد لأنك كنت في حالة إنصات زائف، فذلك دليل على سوء الإنصات كما أن بعض المستمعين يستخدمون المقاطعة كوسيلة للسيطرة على المحادثة وإظهار سلطتهم وفي كلتا الحالتين، قد يتشكل لدى المتحدث انطباعا سلبيا عن المستمع، بل قد ينسحب من التفاعل معه. 

إستراتيجيات الإنصات الفعال 

حتى الآن في هذا الدرس، بحثنا طرق الإنصات وآثارها على التواصل وتعرفنا كذلك على العوائق التي تحول دون الإنصات بفعالية. أما الآن فسنتعرف على إستراتيجيات التعامل مع هذه العوائق وكيف لنا أن نصبح مستمعين بشكل أكثر فعالية. 

اعتمد على التواصل عبر العين 

ما هو شعورك إذا كان الشخص الذي تتحدث إليه لا ينظر إليك مطلقا أثناء المحادثة؟ في بعض الثقافات، يمكن تفسير ذلك على أن المستمع غير مهتم بما يقال ومن المحتمل فى هذه الحالة أنك ستشعر بأنك لم تعد مشاركا فاعلا في المحادثة وستبذل جهدا أقل في التفاعل وربما تتوقف تماما عن المحادثة ويمكن اعتبار أن استمرار التواصل بالعين عامل مساعد يشجع المتحدث على مواصلة الحديث ومنحك المعلومات، كما أنه يضع أيضا أسس التواصل الإيجاب وعلى أية حال، ففي ثقافات أخرى، يعتبر التواصل بالعين أمرا غير مناسب ويسلط هذا الاختلاف الضوء على مدى أهمية معرفتنا بالاختلافات الثقافية في التواصل الناجح بشكل تزينه آداب التواصل.