نص استماع يمامة تتعلم الطيران عربي صف ثاني
يمامة تتعلم الطيران
أصبحَ اليوم َعُمري ستةَ أسابيعَ، هكذا قالَتْ لي أمّي، وأصبحَ باستطاعتي أنْ أُحرِّكَ جَناحي لأعلى وأسفلَ مثلَ فراشةٍ خرجَتْ من شرنقة ، فجَناحيَ الآن قويَّان وصارَ يغطيهما ريشٌ جميلٌ وطويلٌ . لكنني لا أستطيعُ الطيرانَ بعدُ ...
نسيتُ أن أعرِّفكم عن نفسِي ! أنا حمامةٌ صغيرةٌ ، لوني رماديٌ ، عدا صدري ورقبَتي، فلونهما أبيضُ اللونِ ، عيناي واسعتانِ وليَ منقارٌ صغيرٌ .
أعيشُ مع أمّي في عُشٍ صغيرٍ مصنوعٍ من القَشِّ . تذهبُ أمّي كلَّ صباحٍ لتُحضرَ لي بعضاً من الحبوبِ ، فانتظرُها بفارغِ الصبرِ وأنا أراقبُ المارّةَ والسياراتِ في الشارعِ .
عادتِ اليومَ أمّي حاملةً في منقارِهَا بعض حباتِ الأرُّزِ ، وبعدَ إطعامِي إياها ، قالَتْ : لقد حانَ الوقتُ لكي تتعلمي الطيرانَ يا صغيرتي ، ألا تحبينَ أنْ تُحلّقِي في السماءِ مثلَ باقي الطيورِ ، وأنْ تشاهدي الشوارعَ والأشجارَ ، وأنْ تلتقطِي طعامَكِ بنفسِكِ ؟! فأجبتُها : بلى يا أمّي ، ولكنّني أخافُ السقوطَ على الأرضِ .
ربتتْ على كتفِي بجناحِها الحانِي وقالَتْ : لا تخافي يا بُنيّتي ، كوني شُجاعةً وقَويةً ، انظري إلى هذهِ الفراشةِ البيضاء ، التي تحلّقُ بينَ الزهورِ ، كم هي صغيرةٌ ! لكنّهَا شجاعةٌ ولا تخافُ الطيرانَ ! الآن سأطيرُ إلى الغصنِ على الشجرةِ المقابلةِ لنا ، وعليكِ أنْ تطيرٍي إليّ .
طارتِ الأمُّ إلى لشجرةِ المجاورةِ ، فاستجمَعَتْ قواي ، ، ثمَّ هزًّزتْ جناحِي هزَّاتٍ خفيفةٌ ، ثم صارتِ الهزّاتُ أقوى وأقوى ، فأخذَ الجناحاي يعلوانِ ويهبطانِ بسرعةٍ ، وما هي إلا ثوانٍ قليلةٍ حتى طرت ، ثم حطّطتْ بسرعةٍ بجوارِ أمِّي على الغصنِ ، كان قلبٌي يخفِقُ بقوةٍ ، لكنّني كنت مسرورةً جداً ، ورحَت أقولُ : لقد فعلتُهَا يا أمَّي ، لقد طِرتُ حقاً ، ما أسعدني هذا اليوم ! فقالَتْ أمُّي : هيّا نحلّقَ فوقَ المبانِي والشوارعِ ، فوقَ الأشجارِ والتلالِ المجاورةِ ، فوقَ الأنهارِ الصغيرةِ، هيّا لنُلقي التحيةَ على باقي الطيورِ والفراشاتِ ... كم أنا فخورةٌ بكِ يا صغيرتي الحلوةِ !
بطاقة تقييم المحادثة
5 | 4 | 3 | 2 | 1 |
|
|
|
|
|
5 | 4 | 3 | 2 | 1 |
|
|
|
|
|